The Climate Tribe Logo
المقالات الرئيسيةجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥

ماذا لو اقتنيت قصصًا في منزلك؟

ربما تكون فكرة الاثاث مرتبطة حتى الآن في ذهن البعض بالطقم المدهب الذي عفى عليه الزمن، وتستطيع أن تدخل في حروب وصراعات من أجله، ولكن كيف يمكنك أن تخوض جدال وتقنعهم بأثاث مستدام ومعاد تدويره؟هذا ما سنعرفه مع المصممتين لينا غالب وزينب البلوكي

The Climate Tribe

فتاة مقبلة على الزواج خرجت مع أسرتها وأسرة خطيبها من أجل اختيار الأثاث الذين سيقتنوه في منزلهم ولا تستغرب أن العائلة بأكملها حضرت، فهذا هو المعتاد في الثقافات العربية لديهم، كل طقس وتقليد من تقاليد الزواج "طلعة أو مشوار" أهم أفراد العائلة يجب أن يكونوا طرفًا فيه مثل مشوار الشبكة.

 المهم أن أثناء سيرهم في متاجر الأثاث اقترحت واحدة من العاملين في المتجر قطعة من الأثاث تبدو لمن يفهمها إنها مميزة، وأخذت ترصد في تفاصيلها وأهميتها والمواد المصنوعة منها، وبعد أن انتهت من الحديث عن قطعة الأثاث انتظرت أن تسمع موافقة العروس وأهلها على القطعة من كثر ما أخذت تشرح في قيمتها، ولكن يبدو أنها كانت جذابة لها هي فقط وهذا ما ظهر في رد فعل الأسرة الكريمة.

بدا عليهم الصمت للوهلة الأولى ومن ثم بدءوا في مرحلة الهمس والودودة، حتى خرجت الخالة اعتماد مشكورة بالرد التي لم تتوقعه أبدًا العاملة، كان الرد أشبه بالجملة المعهودة والتي كانت سبب في إنهاء زيجات والتي سمعناها في أفلامنا المفضلة " أنتي عايزة تجوزي بنت أختي على عفش قديم .. الناس تقول علينا إيه دول ياكلوا وشنا يا بنتي .. شوفي لنا الحتة المدهب اللي هناك دي أحسن".

The Climate Tribe

هذه ربما واحدة من مواقف طبيعية لعائلات لم تقتنع حتى الأن بفكرة الأثاث المستدام أو الأثاث التراثي، فهم ما زالوا أيام جداتهم حافظين للثقافة المقدسة التي تربوا عليها ولا تقبل اللعب والمساس بها.

 حالها مثل فكرة النيش والطقم الصيني، ربما لم تستخدمهم المرأة العربية طوال حياتها وتمنع أولادها من مجرد التفكير في الاقتراب منهم منطقة محظورة في البيت، فقط يورثونها للأجيال القادمة لما لا نهاية، ولكن لا تأتي لتقول لي بمنتهى البساطة أن ابنتي الوحيدة الغالية ستقتني أثاثًا من منتجات قديمة معاد تدويرها لا نعرف أصلها من فصلها، ماذا عن الخالة فلانة والخالة علانة التي ستزور البيت وتقوم بمعاينته قطعة قطعة ؟؟

The Climate Tribe

وعندما حاولت العاملة أن توصل لها فكرة إنه للحفاظ على البيئة لم تسوعب الربطة بين البيئة وأثاث ابنة أختها، هل ستكون سفرتها هي العائق أمام حل الأزمات البيئية ويكون لغرفتها يد في الاحتباس الحراري؟

وهذا ما طرح السؤال الأهم هل الأثاث المستدام والمعاد تدويره في يوم من الأيام يمكن أن يكون جزء من ثقافتنا مثل ثقافة النيش وثقافة الطقم الصيني؟ متى سيكون قطع أساسية في كل بيت عربي؟

وهذا ربما ما نعرفه من مصممتين قررن أن يشبعن شغفهن في التراث والاستدامة من خلال قطع الأثاث التي صمموها حتى تحول هذا التطلع لبيوت أحلامهن، فهل سنجد الإجابة من خلال قطعهم التراثية حتى نرد بها على طنط اعتماد ونقنعها لشراء القطعة؟ ربما لو حكينا لها عن قطع الأثاث التي قمن بتصميمها تتغير وجهة نظرها كاملة.

أولهن المصممة الإماراتية زينب البلوكي، ارتباطها بالتراث والأثاث التراثي بدأ مع الطلعات التي كان يأخذها عليها والدها ومن ضمنهم قرى تراثية.

حتى أصبح هذا جزء من عملها التي تشبهه برواية القصص، وهذا ما تحقق في "كمبار" مصطلح إماراتي يطلق على الحبال المصنوعة من ألياف النخيل، وهو عبارة عن طاولة مع مسند للقدمين، وإذا قلب التصميم رأسًا على عقب يصبح مثل هيكل السفن التقليدية، فكان هذا العمل هو احتفاء بجدها الذي كان يعمل في صناعة الحبال، وبجهود الآباء والأجداد الذين عملوا في مجال صناعة الحبال قديمًا وصناعة السفن التقليدية.

فتقول زينب البلوكي عن تصميمها "بفضل هذا التصميم حكت لي أمي مئات القصص عن جدي الذي كان يعمل في هذا المجال".

 ومن المصممة الإماراتية زينب البلوكي للمصممة المصرية لينا غالب مصممة أثاث ومنتجات قضت معظم خبرتها في المجال في دولة الإمارات.

The Climate Tribe

 بداية فكرة تطبيق التراث والاستدامة في تصاميمها تحكي عنه " بدأ الأمر في الكلية كان عليّ إجراء بحث لدورة تصميم حول اختراع قديم وكيف تم تصنيعه، واخترت اختراع الورق، عندها اكتشفت أن مصر، موطني، كانت أول دولة اخترعت الورق من بين أشياء أخرى كثيرة مثل أقفال الأبواب والأثاث القابل للطي، وتطور الأمر أكثر عندما بدأت العمل في دبي وتعرفت على الثقافة الإماراتية".

وعندها قررت أن يكون لها منتجات تستخدم فيها مواد تراثية تقليدية فتحكي عنها "لقد قمت بتطوير مادة تسمى PlyPalm (بلاي بالم) من خلال برنامج تنوين من تشكيل وهي مصنوعة من مخلفات أغصان النخيل تمكنت من توفير هذه المواد في العديد من المشاريع".

كما تمكنت أيضًا من تصميم الكرسي التراثي ( Yereed يريد) تقول عنه " هو محاولتي الأولى للدمج بين الثقافة المصرية والإماراتية، من خلال استخدامهما لأغصان النخيل بطرق مختلفة، فجاء تصميم الكرسي ليعيد اكتشاف مفهوم الراحة، ويدعمان الاستدامة والتراث، حيث تروي هذه المادة قصص أناس كافحوا ونجحوا في بيئات صعبة بالاعتماد على عنصر طبيعي وحيد مصدرًا للحياة".

سألنا زينب البلوكي ولينا غالب ما الذي من الممكن أن يجذب الجمهور وطنط فلانة لمثل هذا النوع من الأثاث، في حالة أن ظلت متمسكة بطقمها المذهب، فجاء الرد من خلال شرحهم لقطع أثاثهم التي ربما لو سمعتها طنط علانة كانت وقعت بغرام كل قطعة منهم.

ومن وجهة نظرهم أيضَا أن ما يجذب الجمهور بشكل عام إلى فكرة الأثاث التراثي والمستدام، هي الصدق والإبداع في طريقة تفسيره وجذب الانتباه لثقافة ما.

 فكرة الهوية بالمشروع وبالمنتج التي ربما يفتقدونها في الفترة الأخيرة، يحنون للماضي ولا يقدرون يعبرون عن ذلك ربما إذا استطعنا أن نلمس فيهم هذه النقطة ستنتهي القصة.

 فكما وصفت زينب" عادة الأكل مثلا على الأرض، يريدون أن يعودوا لهذه الثقافة وفي نفس الوقت يشبعوا احتياجات المستقبل الحالية، ويكون محاولة للم العائلة بدون مساحات بلا معنى وهذا نادرًا ما يحدث" فماذا لو وجدوا قطعة أثاث تحقق لهم هذا وفي نفس الوقت صديقة للبيئة؟

والأهم من هذا هو أن عين الشخص تحتاج الاعتياد على رؤية هذه القطع في المحلات بدون الحاجة للذهاب لمتاحف وهذا ما تتمناه لينا غالب.

 وهكذا عرفنا السر أو المدخل لبعض الأهالي، فكما كانت فكرة النيش ثقافة مرتبطة بالأهل والذكريات، فهناك قطع أثاث أيضَا مستدامة تحمل قصصًا عن الأهل، كل مرحلة تصنيع وإعداد لها قصة مختلفة، تعبر عن موقف مررنا به، فنتمنى يا طنط فلانة أن تجعلي ابنة أختك تقتني هي أيضَا قصصًا في منزلها.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٥ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط