حوارنا مع محمد عليوة عن حملة "حكاوي من ناسها"
لقاء مع المهندس محمد عليوة مدير مشروع إيكو إيجيت عن حملة "حكاوي من ناسها"، والتي تروي الإرث الثقافي وعادات وتقاليد 11 قبيلة من خلال أفلام وثائقية، ومن خلال اللقاء عرفنا الدافع وراء تلك الحملة، وما اكتشفوه وثمرة توثيقهم لتلك الحكايات.
مرة كنت في سانت كاترين، كنت ماشي مع دليل من سكان البدو علشان يوجهني على الطريق قال لي "تعرف أن أنا بقول شعر؟" قولت له سمعني ياسيدي.. حكى شعر على لسان الجمل، كان بيلوم فيه صاحبه إنه اتخلى عنه في ظل إنه كان رفيق دربه وشريكه في كل مشاويره.. وكان وسيلة مواصلاته الوحيدة، كان بيدافع عنه لو هاجمه ديب أو ثعبان.. كان صاحبه، بس صاحبه استغنى عنه لما قرر يجيب عربية نصف نقل بداله، ولما بنته اتجوزت أخده ودبحه.. علشان المعازيم تاكل.
قصة كانت النواة التي ألهمت المهندس محمد عليوة مدير مشروع إيكو إيجبت للقيام بحملة "حكاوي من ناسها" واتخاذ قرار صناعة أفلام وثائقية أبطالها هم القبائل والبدو، للتعريف عن ثقافتهم وإرثهم، لإنه وجد في كلمات الشعر البسيطة التي ألقاها عليه الدليل ناقوس خطر وإنذار لبداية تخلي البدو عن ثقافتهم والتي من أهمها الجمل، وقال في جملة واحدة" الجمل كان البداية الموضوع بقى زي الحلقة اللي هتتكر واحدة ورا التانية فمحتاجة تتلحق
في بداية حديثنا مع المهندس محمد عليوة وضح لنا الرابط بين حملة إيكو إيجبت وحملة “حكاوي من ناسها”، وكيف يكمل كل منهم الآخر.
تعتبر حملة إيكو إيجبت هي المظلة التي تقع تحتها "حكاوي من ناسها" و هدفها الرئيسي هو الترويج للموارد الطبيعية والثقافية داخل المحمية، مع تحقيق أفضل استخدام مستدام للموارد المتاحة، وأكبر عائد اقتصادي بأقل التأثيرات البيئية وأعلى التأثيرات الإجتماعية، وبناء عليه، إيكو إيجبت تسلط الضوء على أربعة محاور؛ منهم المحور الذي يقودنا لحملة "حكاوي من ناسها".
محاورها تتخلص في: ما الذي ستراه في المحمية من عناصر طبيعية، الأنشطة التي تستطيع القيام بها، أين ستقيم بشكل مستدام داخل تلك المحميات هل في نزل بيئية أم معسكرات؟
والعنصر الرابع يتمثل في من ستقابلهم من السكان المحليين، ما هي عاداتهم وتقاليدهم وإرثهم الثقافي الملموس وغير الملموس .. وهنا يأتي دور حملة “حكاوي من ناسها” حيث تسلط الضوء على 11 قبيلة لأسباب عديدة وضحها لنا محمد عليوة، من أهمها: إمتلاكهم لإرث ثقافي الكثير لا نعرف عنه شيء، القبائل تعمل لسنوات وسنوات في مجال السياحة ولكن لم يتخيلوا قط أن يتحول إرثهم لمنتج سياحي.
والسبب الثالت والذي لايقل أهمية من وجهة نظرعليوة، وهذا ما استنتجه بعد الشعر والقصة التي ألهمته، هو توصيل رسالة للمجتمع البدوي مفادها " احنا بنقدر إرثكم الثقافي وبنحترمه وفخورين به، كنوع من أنواع الدعم النفسي علشان مايتخلوش عن ثقافتهم، لإن مع التطور، القبائل بقت تشوف ثقافتها المحلية على إنها شيء مايفتخروش بيه وبدأو يتخلوا عنه .. بس امتى هيمسك فيها؟ لما يحس بفخر ولما تجيب له فلوس"" ولذلك قامت الحملة.
هذا ما قاله لنا عليوة عن ميزة الحملة. .. “أصلية .. محدش بيقرأ فيها من اسكربت.. فيها بني آدمين .. حملة طالعة من القلب.
فعند مشاهدتك للأفلام الوثائقية سترى الأبطال هم سكان البدو، يروون قصصهم وأحلامهم، واختيار أهل القبائل لتلك المهمة كان قرار بدون تفكير لمدير مشروع إيكو إيجيبت، لإنه رأى أن أنسب شخص يتحدث ويعبر عن الثقافة هم أصحاب القصة: " ماجبتش حد مشهور مثلًا يحكي.. وده كان له مردود عندهم، حسوا إن ده ملكنا وكانوا فخورين وهما بيحكوها .. ده موروثي أنا ده ورثي أنا" تلك الحماسة والفخر المخلوطة بالاندهاش والخوف هي أيضًا التي سطرت ردود فعلهم عندما عرض عليهم الظهور على الشاشة.
الظروف الصعبة التي نشأت عليها القبائل من شمس حارقة لفصول شتاء قارسة لا ترحم، هي من أنشأت العلاقة المتشابكة والمتناغمة والحميمية بين المجتمعات المحلية والطبيعة المحيطة بها على مدى آلاف السنين، تعلموا بسبب ظروفهم الصعبة كيفية التعامل مع كيفية الحفاظ عليها، فعاشوا حياة مستدامة من آلاف السنين، والبيئة هي من شكلت ثقافتهم وإرثهم الثقافي، في محاولة منهم لتطوير أساليب للحفاظ على الموارد الطبيعة البكر، وهذا ما اكتشفوه خلال رحلة إيكو إيجبت عن تلك المجتمعات المحلية .. كانت تلك هي الثمرة .. أنهم مجتمع مستدام بطبيعنه وبفطرته..
قبيلة الترابين والنوبيون والمزينة والجبالية والبشارية والأمازيغ والعبابدة وأهل الفرافرة وأهل البحرية وقبائل مطروح.. إحدى عشرة قبيلة كل منها مايميزها، ولكن القاسم المشترك إنهم أشخاص عاشقين للطبيعة، يعرفون كيفية الحفاظ عليها، كرم الضيافة مكون أساسي لا يتم التخلي عنه حتى بأقل الإمكانيات مثلما حدث مع قرية البشرية، وقرروا ذبح خروف لأصحاب الحملة وهم تحت خط الفقر، ومثلما سمحت لهم قرية العبابدة بحضور أفراحهم وتصويرها..
حتى لو لم يتحدثوا بنفس لغتك، ولا يمتلكون نفس ثقافتك، يكفي أن تجلس معهم وتجد نفسك شخص منهم، تشعر بهم وتتقاسم معهم همومهم وآمالهم وفوقها طعام المائدة .. وتلك ثمرة آخرى من الحملة لا تقدر بثمن
الأكثر شعبية
عندما تجتمع خبرات أسلافنا القدماء مع المعرفة الحديثة .. نصبح شقفة من الطبيعة
إذا لم تشعر بالانتماء للأرض، عليك أن تشعر بالانتماء للناس .. فالمناخ مسألة إنسانية
عزبة الزبالين.. كيف يكون حي لجمع القمامة هو ذاته منبع للحفاظ على البيئة؟
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.