The Climate Tribe Logo
المقالات الرئيسيةأربعاء ٢٠ مارس ٢٠٢٤

عمل واحد يصنع فارق.. كيف غيّر يونس وزري حياة التلاميذ في قرية أكويم المغربية؟

ببيوت صديقة للبيئة وللإنسان معًا، استطاع الشاب يونس وزري أن يغير حياة تلاميذ قرية أكويم المغربية بعد أن كانت تغيرات المناخ تهدد مسيرتهم التعليمية..

بيوت بنظام سوبر أدوبي من كال ايرثبيوت بنظام سوبر أدوبي من كال ايرث

قرية بعيدة في المغرب تقع بين مراكش ورزازات، تعاني تقلبات مناخية كبيرة تتغير ما بين ثلوج في الشتاء ودرجات حرارة تحت الصفر، إلى حرارة مفرطة في الصيف تتعدى ٤٥ درجة. في تلك الأجواء يصعب على التلاميذ المواظبة في الدراسة والذهاب إلى مدارسهم، لكن الشاب يونس وزري قرر صنع فارق في حياة أولئك الأطفال، لاستكمال تعليمهم بالرغم من التأثير المناخي الصعب الذي تأثرت به قريتهم.
بقرية أكويم، قرر وزري أن يعيد مسار الحياة التعليمية للعديد من التلاميذ، ببنائه لمركز دراسي وثقافي مستدام يتكيف مع التحديات المناخية التي تواجهها القرية، المركز تم بناؤه على مساحة ۲٥۰ متر مربع ويستوعب المركز حوالي ۲٥۰۰ تلميذ من القرية.

قصة يونس وزري الملهمة بدأت حينما ترك وظيفته كمهندس مدني وبدأ في تأسيس شركته "إيكو دوم ماروك" التي تقوم ببناء بيوت ومباني صديقة للبيئة باستخدام مواد محلية؛ باستخدام أكياس البولي بروبلين المملوءة بالتربة والأسلاك الشائكة، فيقوموا بتحويل التراب إلى بيوت تدوم لمئات السنوات بتكلفة أقل بكثير من البناء المعتاد، وقد يستغرق بناء منزل بمساحة حوالي ۷۰ متر نحو شهرين.

كيفية بناء المركز بطريقة مستدامة اعتمدت على عزل الصوت والحرارة فتكون معتدلة في الصيف ودافئة في الشتاء، وبذلك تستهلك طاقة أقل بنسبة تتراوح بين ٦۰-۷۰% من المباني التقليدية، وطريقة البناء تعتبر بسيطة نسبيًا، فيقوموا بتدريب القوى العاملة على ذلك لبناء المزيد من البيوت الصديقة للبيئة.

بيوت مستدامة من صنع إيكو دوم ماروكبيوت مستدامة من صنع إيكو دوم ماروك

قصة يونس الملهمة أثارت فضولنا نحو البيوت المستدامة المصنوعة من مواد محلية تخدم البيئة والإنسان معًا، وبالتالي عدنا إلى ما تصنعه كال إيرث منذ سنوات، فهي هي منظمة غير ربحية أسسها المهندس المعماري نادر خليلي، الذي اخترع نظام بناء اسمه سوبر أدوبي يتم اتباعه في جميع أنحاء العالم، وهو الحل الأمثل للسكن المستدام.

فالمهندس المعماري الإيراني الأصل صنع قبب إيكولوجية مقاومة للكوارث، فبدأ حلمه بتكوين رؤيته في منازل مصنوعة من أبسط المواد تأوي أكثر الناس ضعفًا وفقرًا، فكان يستخدم هذا البناء لإيواء اللاجئين، فتحميهم من أخطار المناخ التي لم تستطع الخيام حمايتهم منها، وبعد عدة سنوات حقق حلمه وطور تقنية سوبرأدوبي المتبعة كنظام بناء.

بناء السوبرأدوبي يعتبر غير مكلف بالمرة، فهو لا يحتاج إلا لملء أكياس البوليستر إما بالتراب أو بالطين، ووضعها كطبقات فوق بعضها البعض لتشكيل الهيكل، ولفها بأسلاك شائكة. فبذلك تحقق المقولة التي بدأنا بها؛ وهي خدمة البيئة والإنسان معًا.

منظمة كال إيرث ملتزمة بتقديم حلول لاحتياجات الإنسان للمأوى من خلال البحث والتطوير والتعليم في هندسة الأرض، فهم ينظرون إلى العالم بنظرة تطمح أن يتم فيه تمكين كل شخص من بناء منزل آمن ومستدام بأيديه، وأيضًا يقدمون العلم والمعرفة اللازمين لبدء البناء بتلك الطريقة المستدامة.

شكل البيوت من الداخلشكل البيوت من الداخل

"النقص العالمي في المساكن حاليًا يعتبر أزمة، فهناك نحو ۲۰ إلى ٤۰ مليون لاجئ ومشرد، ومئات الملايين الآخرين الذين يعيشون في مساكن دون المستوى أو في الأحياء الفقيرة، ومع تفاقم التحديات البيئية وتسارع الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان، فإن هذا النقص سوف يصبح أكثر حدة في العقود المقبلة ولتلبية هذه الحاجة الملحة، تقوم كال إيرث بتطوير وتثقيف الجمهور في مجال المساعدة الذاتية وتصميمات المباني المستدامة بيئيًا. منازل يمكن لأي شخص أن يبنيها بيديه، باستخدام التربة وأكياس الرمل والأسلاك الشائكة المتوفرة محليًا، والتي تلبي معايير العصر الحديث للسلامة والجمال وكفاءة الطاقة والراحة" تلك هي الرؤية التي تحرك

فريق كال إيرث لمساعدة كل من يحتاج إلى مسكن مستدام.
عمل واحد يستطيع أن يصنع فارق، فمن نادر الخليلي الذي فتح الطريق أمام العالم لمشروع المباني المستدامة، وأنقذ حياة الآلاف ومعهم البيئة، إلى يوسف وزري ومشروعه الذي ساهم في استكمال آلاف الأطفال لمسيرتهم التعليمية بفضل استخدام مواد صديقة للبيئة، وضع حجر أساسها للعالم المهندس نادر الخليلي من عشرات السنين، فترك أثرًا تشكره عليه البيئة مدى الحياة.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٣ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط