قادتهم المسؤولية ليصبحوا سفراء الكوكب
تقرير عن مجموعة الأطفال كلا منهم سلك طرق مختلف حتى أصبحوا قادة وأبطال للبيئة والأرض
لأن ما نعيشه يوميًا أصبح جزءًا من حياتنا، لم تقتصر محاولات الإنقاذ على من كتبوا في خانة هوياتهم بأنهم تعدوا السن القانوني، ففي القضايا الإنسانية التي تمسنا جميعًا أنت لست بحاجة للدراسة أو أن تكون حامل لمنصب ما أو بعمر معين، فهو إنساني من الدرجة الأولى حتى تلاحظه كافة البشرية ومنهم الأطفال بمجرد نعومة أظافرهم ومنذ وعيهم واتصالهم بالطبيعة ومنذ أن وطأت أقدامهم أرضًا خضراء وداعبتهم أشعة الشمس على وجوههم، ومن وقتها تغذوا على حب واحترام الطبيعة والبيئة والمسؤولية تجاه الأرض، ومن ثم سعوا لإنقاذها بشتى الطرق وكلًا منهم في مجاله وعلى طريقته الخاصة.
نبدأها مع سفير الزراعة الطفل مصلح العرياني ابن مدينة العين الإماراتية يبلغ من العمر ثماني سنوات تكون شغفه للزراعة منذ كان عمره ۳ سنوات، بدأ هذا الحب بموقف صغير يقول عنه " من المواقف التي لن أنساها عند الذهاب مع جدتي لكي تسقي زراعتها فكنت أرافقها فقط واستمتع معها، ولكن عندما ترجع جدتي للمنزل كنت أخالفها بدون أن تراني وأرجع للمزرعة وأقوم بقطع الشتلات ووضعها في علب معي وأحفظها داخل الملابس الخاص بي لكي لا يراها أحد ولكن أمي كانت تكشف الأمر بسرعة عند تنظيف غرفتي".
ومن هذه الشتلة تطور الأمر به لإنشاء مزرعته الصغيرة فيحكي " كنت أزرع بذور الليمون التي تبقى في سفرة الطعام وفرحت عندما رأيتها تنبت وتتحول إلى شتلة باستخدام علب بلاستيك معادة التدوير، فلا يوجد عندي مزرعة وقتها، وعندما رأى والدي حبي واهتمامي الزائد بالأمر منحني زاوية صغيرة في حوش المنزل لكي أزرع فيها، وأصبح لدي مجال أزرع في الأرض مباشرة وقمت بزراعة البذور التي وفرها لي والدي، فصارت مزرعتي الصغيرة منتجة نحصد منها جميع أنواع الخضروات التي تكفي أسرتي في المطبخ".
ومن المواقف التي حمسته باقتناء المزرعة يقول " هناك مواقف جعلتني أصر وأفكر بأن أوفر الأمن الغذائي لأسرتي وهو في وقت أزمة كورونا، كنا لا نستطيع الخروج للسوق لنشتري خضروات في فترة الحجر، فكنت أفكر وقتها لو أن هناك مزرعة كبيرة".
مازال الطفل مصلح يتذكر أول منتج زرعه هو الليمون والفلفل من بذور المنزل، فرح عندما خرجت الثمار وقام بحصادها وفوق هذا حقق الأمن الغذائي لأسرته من داخل المنزل ووزع المحصول على العائلة والجيران. مصلح مؤمن بوصية الشيخ زايد عندما قال "أعطوني زراعة أعطيكم حضارة" ودائمًا ما يحاول أن يطور من معلوماته وأن يكون أول مزارع اماراتي يزرع في المريخ.
ومن سفير للزراعة لسفير البيئة الهندي سايناث مانيكاندان بدأ اهتمامه بالبيئة من خلال تساؤل أثناء زيارته مدنًا مختلفة في وطنه، شعر بالصدمة عندما شاهد أكوامًا من البلاستيك والنفايات متناثرة في كل مكان وقال" إذا كان هذا هو وضع مدينة واحدة، فما بالك عدد النفايات البلاستيكية التي يتم رميها في دول العالم؟" ومن هذا التساؤل فهم أن البلاستيك ليس أفضل صديق لأجسادنا بل قضية عالمية يجب تغيير موقف العالم تجاهها.
ولذلك ظل لسنوات يقوم بأنشطة صديقة للبيئة، رفع الوعي في مدرسته وشارك في حملات تنظيف الصحراء والشواطئ، ولكن لم يكن هذا كافي بالنسبة للطفل الهندي فأراد أن يغير ممارساتنا إلى حلول مستدامة باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا، لذلك تبنى فكرة الاختراعات في ۲۰۱۸ من خلال (منظف الروبوتات البحرية)، الذي فاز بالمركز الأول كأفضل مشروع تكنولوجي، وهو نموذج أولي للروبوت يمكنه إزالة النفايات من أسطح المياه بشكل يعالج القضية العالمية للقمامة البحرية.
ولم يكتفي بهذا الاختراع لمساعدة البيئة بل ذهب لمساعدة المزارعين في حرث الأرض من خلال اختراع روبوت زراعي فيوضح لنا " هدف الاختراع هو القضاء على الجوع، من خلال تعزيز ودعم الزراعة المستدامة، يتمكن الروبوت الزراعي الخاص بي من توفير شكل من أشكال الدعم للمزارعين الذين يعانون من ضغوط في حرث الأرض وزرع البذور، سوف يستفيد المزارعين كثيرًا من الروبوت لأنه من السهل التحكم فيه وبرمجته وفقًا لاحتياجاتهم".
ومن سفير يدعو إلى تغيير ممارساتنا الحالية إلى الاستدامة باستخدام أحدث التقنيات إلى الطفلة الظبي المهيري لم تتجاوز الـ۱۰ أعوام، منذ صغرها وهي قارئ كتب دودة فتحت الكتب عوالم جديدة لها وسمحت لها باستكشاف موضوعات مهمة بطرق جذابة، حتى أصبحت كاتبة ورائدة أعمال دخلت موسوعة غينيس تحت لقب أصغر ناشرة، إلى أن سنحت لها الفرصة لتنخرط في العمل البيئي وقت الاستعداد لمؤتمر المناخ في الإمارات فتقول" كنت أتساءل عما يجب القيام به لهذا الحدث، هنا ولد فكرة نادي بيئي خاص بي لمساعدة الأطفال على فهم أفضل لتغير المناخ والاحتباس الحراري لتمكينهم وتشجيعهم على التفكير في العمل الصالح للبيئة".
حيث حرصت المهيري على تنفيذ الموقع التفاعلي المخصص للنادي بطريقة جاذبة للأطفال ليتمكنوا من نشر مشاركاتهم المتعلقة بحماية البيئة.
ونتيجة لهذا الموقع اتخذ بعضهم إجراءات على الفور وبعضهم نشر المعرفة من خلال النادي، وكتب آخرون كتبًا وأصبحوا أبطال بيئيين، فاستخدمت حبها للكتابة والنشر كوسيلة لإيصال أصوات الأطفال بشكل عام وفي المجال البيئي بشكل خاص لأنها لمست قوة سرد القصص.
مصلح العرياني، الظبي وسايناث مانيكاندان كل طفل منهم حركه دافع ومسؤولية معينة وضعته الظروف فيها حتى وقف هنا، فمنهم من ناضل بالاختراعات والتحويل لحلول مستدامة، ومنهم من أراد أن يبحث عن الاكتفاء الذاتي ومنهم من وجد القوة في سرد القصص، وفي كل هذا الأهل ومن حولهم كانوا داعمين، جعلوهم يتيقنون بأنهم جزء من الحل، فكم هو مهم أن يكون لديك أطفال تناضل كلًا منها على طريقتها وأن يكونوا مدخلًا للباقي في مرحلتهم العمرية، ويفصلهم خطوة واحدة ليصبحوا قادة بيئيين.
الأكثر شعبية
عندما تجتمع خبرات أسلافنا القدماء مع المعرفة الحديثة .. نصبح شقفة من الطبيعة
إذا لم تشعر بالانتماء للأرض، عليك أن تشعر بالانتماء للناس .. فالمناخ مسألة إنسانية
عزبة الزبالين.. كيف يكون حي لجمع القمامة هو ذاته منبع للحفاظ على البيئة؟
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.