يا معشر النساء كُنَّ السبيل والحل
ناشطة بيئية عاصرت الكثير من التجارب التي عززت شغفها بالبيئة، و أرادت أن تكون لسان حال النساء وتناديهم للعمل المناخي.
تربت في بيئة تُعلي من قيمة الطبيعة وتحترم التوازن البيئي، وتعمق هذا الشغف بشكل خاص عندما كانت في العاشرة من عمرها، خلال زيارة لأحد شواطئ عُمان حيث شاهدت سلاحف البحر الخضراء تتعهد بيضها، فظلت هذه اللحظة محفورة في ذاكرتها، وشكلت نقطة تحول حقيقية في نظرتها للعالم الطبيعي من خلال رؤية هذه المخلوقات الرقيقة وهي تكافح لضمان بقاء نوعها على قيد الحياة، فكانت بمثابة نداء لها للتعمق أكثر في فهم العالم الطبيعي.
ولأن البيئة كانت دائمًا تقدم لها أكثر مما تطلبه شعرت بالحاجة لرد الجميل، فكانت دراستها الجامعية والمهنية في مجال البيئة، لتصبح رميثاء البوسعيدي شخصية متعددة الأبعاد كما تطلق على نفسها .. عالمة بيئة بحرية وناشطة في مجال التنمية المستدامة.
ولكن لم تكن هذه الحادثة فقط التي دفعتها للانغماس أكثر في المجال فعندما شاركت في بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي سنحت لها الفرصة لمشاهدة تأثيرات التغير المناخي على الجليد القطبي والنظم البيئية الفريدة هناك، التجربة كانت تنويرية وملهمة، مما دفعها لتكريس نفسها أكثر للمسائل البيئية على مستوى عالمي وبدء مشاريع تركز على التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
ولم تشعر بحجم التهديدات المناخية في القطب الجنوبي فقط بل عاشتها وانغمست فيها في إعصار غونو الذي ضرب عمان وكان بمثابة نقطة تحول آخرى حاسمة في مسارها المهني، عندما تعرضت في ٢٠٠٧ لظاهرة لم يشهدوها من قبل؛ اختبرت معهم أحد مظاهر غضب الطبيعة على سواحل بلدها بشكل قاسٍ.
وكانت هذه التجربة الثالتة التي دفعتها تنخرط بشكل أكثر جدية في العمل المناخي، فتقول "وأنا أراقب الإعصار يقترب من عمان، تعزز إدراكي للتهديدات الملموسة التي يمكن أن تنجم عن التغيرات المناخية. كانت الأخبار المتواترة عن الدمار الذي تسبب فيه غونو تُظهر حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه حدث مناخي واحد ".
"كان للوحدة والتضامن اللذان أظهرهما الشعب العماني في مواجهة هذه الكارثة تأثير بالغ في نفسي، لقد ألهمتني رؤية المجتمع يتكاتف لإعادة بناء ما دمره الإعصار، وهو ما عزز لدي قناعة بأن العمل المشترك يمكن أن يخلق تغييرًا حقيقيًا ومستدامًا".
هذا الدرس في القوة والمرونة دفعها لتكريس جهودها حتى تم اختيارها من قبل الحكومة العمانية لقيادة استراتيجيات التنويع في مبادرات الأمن الغذائي كجزء من البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي، مما سمح لها بالعمل على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية في عمان.
وكون رميثاء امرأة رائدة في الأعمال البيئية ومؤمنة بالمشاركة المجتمعية أرادت أن تفسح للنساء مجالًا وتتحدث بلسانهن فدائمًا ما كانت تناديهن أن يكن حل في التغيير المناخي فمن وجهة نظرها أنهم يملكن الكثير برغم أنها تعلم أنهن أكثر الفئات تضررًا منه فتقول"الإعصار يؤثر بشكل غير متناسب على النساء، سواء في الدول ذات الدخل المنخفض أو المرتفع، غالبًا ما يكن مسؤولات عن جمع الموارد الطبيعية مثل الماء والوقود والغذاء، وهذا يجعلهن معرضات بشكل خاص للتأثيرات المباشرة الجفاف، الفيضانات، علاوة على ذلك، التغير المناخي يُعمق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها النساء".
ولكن برغم المعاناة كانوا جزءًا من الحل فخلال تواصلها مع مجتمعات محلية في مناطق تتعرض بشكل متكرر للأمطار الغزيرة والفيضانات، عاصرت تجربة أكدت لها أن النساء قادرات على المشاركة المجتمعية فتوضح "في إحدى المناطق الأكثر تأثرًا بالفيضانات نتيجة الأعاصير، قابلت مجموعة من النساء اللواتي أصبحن يعتبرن تعلم السباحة ضرورة ملحة، ليس فقط كوسيلة للحفاظ على سلامتهن، ولكن أيضًا كجزء من مسؤوليتهن تجاه عائلاتهن".
"إحدى هؤلاء النساء شاركت كيف أن تعلم السباحة قد ساعدها على إنقاذ حياة أفراد عائلتها خلال إحدى العواصف العنيفة التي تسببت بفيضانات مفاجئة في منطقتها، كانت قادرة على نقل أطفالها وبعض الجيران المسنين إلى مناطق أكثر أمانًا، هذه القصة تظهر ليس فقط الصلابة والشجاعة التي تتحلى بها هذه النساء، ولكن أيضًا الدور الهام الذي يمكن أن يلعبنه في الاستجابة للأزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية".
تجارب كهذه تبرز الحاجة الملحة لتمكين النساء في المجتمعات المعرضة للخطر من خلال التدريب على مهارات البقاء والسلامة تقول "بوصفهن المدافعات الرئيسيات عن الحياة الأسرية والمجتمعية، يملكن القدرة الفريدة على العمل كعوامل تغيير في مواجهة التغير المناخي، من خلال تجاربي، لاحظت أن النساء غالباً ما يكن أكثر استعداداً لتبني ممارسات مستدامة".
فكما بادرت أحدهن في تعلم السباحة هن أيضًا من كرسن الجهود لتعليم الأسر كيفية توفير المياه واستخدام تقنيات لتحسين كفاءة الطاقة التي تقلل من الهدر.
رحلة رمثياء التي بدأت بإعجاب بسيط بجمال الطبيعة وتعمقت عبر الخبرات العملية والتعليمية، قد وسعت من نظرتها للعالم وزادت من التزامها بحماية كوكبنا للأجيال القادمة، وبعد تسميتها ضمن قائمة BBC لأكثر ١٠٠ امرأة تأثيرًا في العالم، تنادي بأن يكن النساء جزءًا من الحل والتأثير.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.