The Climate Tribe Logo
  • /
  • اقرأ/
  • مقابلة/
  • نشاط الصيد.. بين الاستمتاع بالحياة البحرية والاستدامة
مقابلةثلاثاء ١٦ يناير ٢٠٢٤

نشاط الصيد.. بين الاستمتاع بالحياة البحرية والاستدامة

الصيد بطريقة مسؤولة للحفاظ على بيئة مستدامة يتطلب العديد من الجهود، بداية من إقرار القوانين والتعريف بأسس الصيد المستدام.ا ولمعرفة مفهوم الصيد المستدام لابد أن نتعرف على أنواع الصيد المختلفة والطرق المستخدمة في كل منهم، والجهود المبذولة للحفاظ على البيئة البحرية من التدمير. حاورنا هاني صادق، ممثل المنظمة الدولية لصيد الأسماك، والتي تعتبر المنظمة الأعرق في العالم، وهي المعنية بوضع القواعد والأسس المنظمة للصيد الرياضي والحفاظ على أنواع الأسماك، وتعرفنا على المزيد من التفاصيل عن أنشطة الصيد المستدامة حاليًا. نسردها في المقال.

قرش المحيطات الأبيض الأطراف
تصوير: عمر دسوقيقرش المحيطات الأبيض الأطراف تصوير: عمر دسوقي

عند الحديث عن أنشطة الصيد حاليًا بشكل مستدام أو بشكل صديق للبيئة دون أن يكون صيدًا جائرًا على الثروة السمكية أو على البيئة البحرية، فنحن أمام العديد من المبادرات التي انطلقت مؤخرًا مع دعوات الحفاظ على البيئة والمناخ والخطي نحو الاستدامة. لكن ما الفرق بين أنواع الصيد التجاري أو صيد الهواة وبين الصيد الرياضي أو الصيد المستدام؟ وكيف يمكن الاستمتاع بالصيد لكن مع الحفاظ على الثروة البحرية؟

للتفاصيل الكاملة، حاورنا هاني صادق، ممثل المنظمة الدولية لرياضة صيد الأسماك، والتي تعتبر المنظمة الأعرق في العالم، وهي المعنية بوضع القواعد والأسس المنظمة للصيد الرياضي والحفاظ على أنواع الأسماك، مع الاهتمام بتربية وتعليم نشأ الصيد الأخلاقي في البداية، وضح لنا صادق الفرق بين أنواع الصيد المختلفة وأي منهم يعتبر مستدام ويحافظ على البيئة، وأيهم مضر للبيئة البحرية، ولنعلم ما هو الصيد المستدام لابد أن نكون على علم بأنواع الصيد.

الصيد التجاري هو أسوأ أنواع الصيد وهو نوع يحتضر حاليًا لأن مخزون الأسماك فى البحار بحلول 2050 سيكون غير كافى لتغطية تكلفة رحلات الصيد .. بمعنى ألن رحلة الصيد اتجارى تتكلف كثيرًا فإذا افترضنا أن الرحلة تكلفتها من بنزين وعمالة 10 آلاف جنيه لن يكون هناك كمية كافية من الأسماك لتغطي هذه التكلفة أو أزيد لتكون بالنسبة للصياد رحلة رابحة تجاريًا وستكون بالنسبة له عملية بها خسائر مادية، بالتالى هو نوع حتما سيتوقف مع مرور الزمن .. وهو أكثر نوع مضر للبيئة البحرية وتتركز جميع مجهوداتنا فى الحد من ضرره ولو قليلًا.

سفن الصيد السفلية (مراكب التجريف ) هى عبارة عن مركب تسير فى الماء ساحبة خلفها شبكة من الحديد يبلغ عرضها 30 متر ويكون عمقها من 150 الى 200 متر وتكون ملامسة لقاع البحر، تتحرك هذه الشبكة وهي ملامسة للقاع جارفة معها فى طريقها كل ما تقابله، كل شىء من أصداف وأسماك ودلافين وقواقع وسلاحف بحرية.. لا يفلت منها أى شىء أو أسماك سواء كانت كبيرة أو متناهية الصغر .. المنطقة التى تمر بها هذه المركب تستغرق حوالى عشرين عامًا حتى تتعافى بيئيًا من التدمير الذى حدث بفعل المركب.. تخيل حجم الضرر البيئي الناجم عن كل عملية صيد من هذه العمليات.

 

سمكة قيصانة البدر في البحر الأحمر
تصوير: عمر دسوقي.سمكة قيصانة البدر في البحر الأحمر تصوير: عمر دسوقي.

الصيد السياحى هو نوع صيد تاثيره أقل ضررًا على البيئة البحرية لأنه يكون عن طريق اليد أو عن طريق صنارة ولكن المشكلة به هى مشكلة من نوع مختلف وهى الكم، بمعنى أنه إذا كان هناك ألف مركب للصيد التجاري فهناك 5 الاف مركب للصيد السياحي .. فهم دائمًا عددهم أكبر من التجاري، لكن هناك سبل مختلفة للتوعية في قطاع الصيد السياحي باستخدام طرق مستدامة في الصيد.

الصيد الرياضي يتم باستخدام أدوات مختلفة تمامًا وخيوط أرفع وتكون الفرصة فيه عادلة للأسماك، إذا لم تكن محترفًا سيكون هناك العديد من الفرص للسمكة للهروب من الخيط، ويستغرق وقتًا أطول فمثلًا كمية الأسماك التى يتم اصطيادها فى ساعة واحدة فى الصيد العادى يمكن اصطيادها فى 4 ساعات فى الصيد الرياضى.

ومن أهم القواعد في الصيد الرياضي أنه لا يسمح إطلاقًا بأن يقوم أكثر من صياد بالتبديل على صيد سمكة واحدة أو المحاولة معها، فالمبدأ السائد هو "إذا مالم تكن على قدر الاحترافية الكافية لصيد هذه السمكة فاتركها.

وفي حوار مع محمد قداح، رئيس اتحاد الصيد المصري وسفير للمنظمة الدولية لرياضة صيد الأسماك، وضح لنا أن الصيد الرياضي مختلف تمامًا عن الصيد الترفيهي أو الصيد التجاري، الصيد الرياضي يعتمد على البوصة والماكينة ويتبع عدة قوانين خاصة بالأسماك، وهناك قاعدة أساسية به وهي عدم الصيد بأي خيط، لابد أن يكون هناك توازن ونسبة وتناسب بين حجم الخيط وبين نوع السمك المراد صيده، عادة يكون خيط 50 وهو نوع خيط خفيف، لأنه إذا حدث تحميل زائد قد ينقطع الخيط.

ووضح أن القاعدة الأهم في الصيد الرياضي هي الحفاظ على الأسماك الممنوع صيدها أو الأسماك النادرة، لذلك في الصيد الرياضي هناك ما يسمى"الصيد والإطلاق" وهو أن يتم صيد سمكة ممنوع صيدها يتم إطلاقها مرة أخرى في المياه، دون تعريضها للخطر.

مراكب صيد في البحر الأحمر 
مصدر: ذا كلايمت ترايبمراكب صيد في البحر الأحمر مصدر: ذا كلايمت ترايب

من الأسماك الممنوع صيدها ويحرص رواد الصيد الرياضي على تجنب المساس بها: القروش، القواقع، أسماك الزينة، سمك الببغاء أو المعروف باسم الحريد، وعند الحديث عن هذا النوع تحديدًا، نوّه "صادق" بأنه مؤخرًا نشهد جرائم في حق سمك الببغاء ويتم صيده من الصيادين التجاريين أو الهواة ويباع علنًا في عدة أماكن، ويعتبر ذلك تهديد للبيئة البحرية، لأن سمك الببغاء مسؤول عن الحفاظ على الشعاب المرجانية وتحويل الأجزاء الميتة منها إلى رمال، وأي خلل يصيب هذا النوع تحديدًا من الأسماك تكون عواقبه مدمرة للبيئة البحرية، ويعتبر سمك الببغاء مهدد بالانقراض عالميًا.

.إن عدم تطبيق نظام الصيد والإطلاق بين الصيادين يعرض الحياة البحرية للخطر
.إن عدم تطبيق نظام الصيد والإطلاق بين الصيادين يعرض الحياة البحرية للخطر

أيضًا لا يوجد خيار الصيد الجائر إطلاقًا، فيقوم الصياد دائمًا بأخذ سمكة واحدة أو سمكتين على أقصى تقدير، وباقى السمك الغرض من اصطياده هو التمتع بعملية الصيد نفسها و بالمعركة والتحدى مع السمكة ثم يتم إلقائها مرة أخرى فى الماء.

والأهم هو استحالة قتل السمك المهدد بالانقراض أو أقل من الوزن المعتاد للنوع، بمعنى أنه عند اصطياد سمكة معروف عن نوعها أن وزنها يكون بين 20 إلى 40 كيلو فى المعتاد وبعد وزنها إذا كانت تزن 2 أو 3 كيلو يتم إلقائها مرة أخرى فى الماء لأن هذه تعتبر خسارة كبيرة للثروة السمكية.

وضرب لنا "صادق" مثال للصيد المستدام، ففى دول كثيرة يعتبروا أنفسهم حاليًا جزء من الحراك الجديد للتوعية بالبيئة البحرية الحفاظ عليها أكثر مما يعتبروا أنفسهم مجرد صيادين، ومثال على ذلك ما حدث فى كوستاريكا بعد أزمة البيئة هناك، اتخذت الدولة خطة بمشروع قانون فى كوستاريكا بإبعاد الصيد التجارى 40 كيلو عن الساحل، ويتم إعلان الـ 40 كيلو متر كمنطقة للصيد الرياضى فقط .. و يكون محدد قانونًا الأنواع المسموح باصطيادها وأوزانها، وقد جعل هذا القانون كوستاريكا وجهة لكل سياح الصيد السياحى فى العالم. 

ويعتبر الصيد السياحى عالميًا ثروة كبيرة لأن المقابل الربحى له بالنسبة للدوله مقابل عالى حيث أن العائد الربحى من السائح الواحد فى الصيد الترفيهى يساوي العائد المادى لفوج كامل من السياح العاديين.هذه كتجربة رائدة لكوستاريكا ضاعفت الثروة السمكية لديهم بنسب ضخمة بالإضافة إلى أنه بعد عدة سنوات أصبح العائد السياحى للصيد الترفيهى فى كوستاريكا يمثل 13% من إجمالى الدخل القومى.

أما أسوأ أنواع الصيد يعتبر الصيد بالشباك لأنه صيد غير انتقائى وعشوائى يقوم بتجريف تربة قاع البحر و يقوم باصطياد وقتل انواع لا تؤكل من المخلوقات البحرية مثل الصدف والسلاحف البحرية والدولفين وسمك نابليون النادر. 

ثم الصيد بالرمح وهو ممنوع فى البحر الأحمر نظرًا لأنه يقتل الشعب المرجانية وهو مسموح فقط فى البحر الأبيض المتوسط.

الصيد المستدام يمكن تعريفه بأنه أنواع الصيد التي تحترم الحفاظ على مقدرات البيئة البحرية بكل ما فيها، ويعتبر الصيد الرياضي حاليًا هو الأقرب للاستدامة، لخضوعه لقوانين وإرشادات تحقق الاستمتاع بهواية الصيد مع الحفاظ على المخلوقات البحرية وبيئتها لسنوات قادمة دون المساس أو إحداث الضرر بها.

في دول كثيرة يعتبر مجتمع الصيادين انفسهم جزءا من الحراك الجديد الهادف للتوعية بالبيئة البحرية والحفاظ عليها

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٦ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط