وقع في حب استدامتها .. ليقرر أن يوثقها بعدسته
كبر على حب مشاهدة الأفلام الوثائقية عن القبائل الأصلية والاستدامة ومن ثم قام بصنعها.
مصور ومخرج أفلام وثائقية ومسافر، دائمًا يبحث عن المزيد ويحب اكتشاف الأماكن الجديدة والثقافات المختلفة وتوثيقها، أحب مشاهدة الأفلام الوثائقية التي بطلها السكان الأصليين والبيئة والحياة البرية، وتدريجيًا أصبح أكثر اهتمامًا بصناعتها، ولد وتربى في منطقة ريفية في ضواحي مدينة جواهاتي عاصمة ولاية آسام شمال شرق الهند.
شمال شرق الهند كمكان غني بالتنوع البيولوجي وموطنًا للعديد من القبائل الأصلية، جعل سوراجيت شارما مفتون بنظام المعرفة الأصلي لهذه القبائل وكيف أنها لا تزال تتبع ممارسات مستدامة لغرض سبل العيش والحفاظ على الطبيعة، وبسبب ما تحويه كان دائمًا يعمل بتفاني لتوثيق هذه الممارسات الأصلية، لإيمانه بشدة أن الحفاظ على معارف السكان الأصليين وتوثيقها هو حاجة لابد منها لجعل السكان الأصليين يدركون أهمية انتمائهم إلى الطبيعة، ويجعلهم متمسكين أكثر وأكثر للحفاظ على التنوع البيولوجي الغني لديهم.
ونظرًا لكونه صانع أفلام مساهم في ( مونجوباي الهند) وهي منصة عبر الإنترنت تقدم تقارير أصلية عن تغير المناخ والممارسات المستدامة ونظام المعرفة الأصلي، زار قرية كيكروما في ولاية ناجالاند شمال شرق الهند، لتصوير مشروع فيلم تابع للمنصة منذ بضع سنوات وأثناء التصوير معهم لفت سوراجيت شارما شيء آخر جاذب للانتباه جعله يعود بعد سنوات ليصنع فيلمًا عن ما رآه.. حيث وجد المشهد الزراعي في تلك المنطقة مبهر، فناهيك عن أن معظم سكانه المحليين يعملون في الزراعة، فبعد التحدث إلىهم عرف عن نظامهم الزراعي، الذي يسمونه محليًا "زراعة روزا"، وجده نظام زراعة ملهم ومستدام بيوضح " نظام الزراعة دفعني أن أناقش الأمر مع زميلي باراشا داس، وهو صحفي مقيم في جواهاتي، يكتب ويبحث عن تغير المناخ والحفاظ على البيئة ومعارف السكان الأصليين. أجريت البحث الأولي حول هذه الممارسة الزراعية، بعد المناقشة مع الخبراء، وجدنا أن ممارسة روزا الزراعية هي قصة يحتاج العالم إلى معرفتها ويمكن أن تكون مفيدة للمزارعين في المناطق القليلة للمياه في هذه المنطقة، عرضنا القصة على المنصة التي نعمل بها وقبلوها بسعادة وقدموا لنا كل الدعم اللازم لإنتاج هذا الفيلم، كتب براشا داس سيناريو الفيلم وبعد ذلك تحدثنا إلى المجتمع المحلي حول التصوير وفقًا للسيناريو، وأخرجته أنا".
وعن نظام الزراعة فيوضح لنا "مع تزايد عدد السكان، اضطر الكثيرون إلى الانتقال إلى المناطق العليا بعيدًا عن ضفاف النهر، بدون أي مصدر دائم للمياه ومع هطول أمطار ضئيلة، طور هذا المجتمع الزراعي في النهاية نظام روزا لمصادرة وإدارة مياه الجريان السطحي منذ حوالي ٨٠-١٠٠ عام.. حيث يتم حجز المياه التي تتدفق عبر العديد من طرق القرية شديدة الانحدار عن طريق بناء قواطع السرعة أو وضع الحجارة وتوجيهها إلى برك، وتتصل هذه الحقول بحقول الأرز في الارتفاعات المنخفضة من خلال المصارف الضيقة، والتي يتم حظرها بالحجارة والأرض حتى يحين وقت ري الحقول، كما يتم توجيه مياه الجريان السطحي عبر ساحات الماشية أيضًا. فلا ينظف الساحات فحسب، بل يحمل السماد أيضًا إلى الحقول أدناه".
ويكمل "يعتمد النظام بأكمله بشكل أساسي على الجاذبية، نظام روزا هو شكل متكامل مستدام للزراعة يشمل الغابات والبستنة والزراعة ومصائد الأسماك وتربية الحيوانات مع قاعدة راسخة لحفظ التربة والمياه، المحصول الرئيسي هو الأرز وتزرع الفواكه والخضروات على طول المدرجات بالقرب من البرك وسقائف الماشية وقنوات المياه".
هذا الفيلم المعروف بـ"أعجوبة الزراعة الجليدية" حصل على جائزة أفضل فيلم في" الإطارات الخضراء لمهرجان فاتافاران السينمائي الذي نظمه مركز الدراسات الإعلامية والقنصلية العامة الأمريكية في مومباي، ولكن ما كان ملهم حقيقي بالنسبة للمخرج هم الأشخاص الذي التقى بهم وعلى رأسهم الشخصية الرئيسية في الفيلم فيقول " السيد جانيهو توني، مدير مدرسة سابق في السبعين من العمر ومزارع من كيكروما. خلال موسم زراعة الأرز كل صباح، يذهب هو وعائلته بأكملها إلى الحقل ويعملون طوال اليوم. إنه ملتزم بمواصلة إرث زراعة روزا، الذي بدأه أجدادهم، إنه شخصية ملهمة استمر في القيام بهذه الممارسة الزراعية المستدامة وتعليمها للآخرين حتى بعد تقاعده.
قرية كيكروما كما يصفها سوراجيت قرية هادئة ومسالمة ويعملون فيها بجد، لديهم الكثير من المصاعب في سياق الحداثة نظرًا لأنه لم يتم تطوير القرية بعد كقرية حديثة. ولكن بمساعدة المعرفة التقليدية للقرويين تزدهر القرية، جميعهم يعملون في الزراعة، حتى لو كان شخص ما يقوم بأعمال أخرى خارج القرية، ولكن خلال وقت الزراعة، ينضمون أيضًا إلى عائلاتهم في القرية.
فيقول" رأيت أن مزارعي القرية لا يوظفون عمال أو يستعينون بمصادر خارجية للعمل في حقل الأرز الخاص بهم، يتحد جميع القرويين لمساعدة كل مزارع في قريتهم دون أخذ المال، في المقابل، يقوم المزارع بترتيب وجبة غداء تقليدية للقرويين العاملين في حقله ليصبح المشهد مثل المهرجان".
فكان هذا ما جعله يقع في حب القرية فضلًا عن استدامتها هو كيف يساعد سكان القرية بعضهم البعض في كل جانب من جوانب الحياة فكانت التجربة كلحظة يعتز بها طوال حياته.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.