The Climate Tribe Logo
مقابلةخميس ١٤ مارس ٢٠٢٤

ثلاثي قادر على خلق جيل أخضر من الشباب

لقاء مع عبد الله دريعات مؤسس مشارك في مؤسسة الجيل الأخضر الأردنية، ليحدثنا عن ثلاثي قادر على بناء جيل أخضر من الشباب.

رحلة مع شباب مؤسسة الجيل الأخضر
المصدر: الجيل الآخضررحلة مع شباب مؤسسة الجيل الأخضر المصدر: الجيل الآخضر

مساحات خضراء ارتبطت  في ذهنه بذكريات في الطفولة وحنين للماضي، مع اختفائها في ظل التوسع العمراني المتزايد، شعر عبد الله دريعات بأنه يفتقد لشيء ما هام في حياته، كان يمر من أمامه يوميًا،  شيء مرتبط بالطبيعة والآن غاب عن نظره، ولذلك  تخصصه في الجامعة كان جزءً من تحد  أراد أن يخوضه ليزيد من تعلقه واهتمامه بالبيئة، في محاولة لتعزيز ثقافة زيادة المساحات الخضراء وتقليل التغيرات المناخية.

فتخرج عبد الله من الجامعة الهاشمية في الأردن  وتخصص في إدارة الأراضي والبيئة، ومن ثم بدأ عمله في مجال البيئة والتغير المناخي من خلال مجموعة بيئية تطوعية  تحت عنوان" مخضرو الجامعة الهاشمية" التي أصبحت فيما بعد باسم "مؤسسة الجيل الأخضر" ليصبح مؤسس مشارك فيها،  تلك  المجموعة  التي هدفها الأساسي تمكين الشباب من إحداث التغيير المستدام في القضايا البيئية والمناخية في مجتمعاتهم.

خلال رحلة عبد الله مع الجيل الأخضر قام بتنفيذ العديد من البرامج التي ساهمت في إشراك الشباب  في موضوع سياسات التغير المناخي، من خلال التوعية والتدريب وكسب التأييد والتأثير على المستوى الوطني، وتصميم  برامج والعمل على استدامة مواردها ومصادرها حتى يمارس الشباب العمل المناخي، وأقام العديد من الفعاليات  الخاصة بالمجتمعات الهشة، لتكون النتيجة التي يخرج بها الشباب بعد كل هذا من برامج المؤسسة بأن يصبحوا مجموعة من الخبراء  قادرين على العمل في المنظمات الدولية.

سألتها عن علاقة التغير المناخي بالطب حكت لي عندما كانت في إحدى المناوبات الطبية في المستشفى، توفيت بين أيديها حالة خطرة لطفلة صغيرة، ولما علمت أن الوفاة بسبب المياه الملوثة، تطوعت في العمل البيئي تكريمًا لروح الطفلة ولتوعية وتعليم الغير

أهمية مشاركة الشباب من وجهة نظر عبد الله تكمن في التأثير الذي يحدثونه على السياسات  من خلال وجودهم في مجالس محلية كأعضاء مساهمين في تنفيذها، ولكن قبل أن ننفذ ونؤثر في غيرنا،  كيف ننشئ من البداية جيل أخضر قادر على قيادة العملية برمتها؟

ما يزيد مشكلة التغيير المناخي تعقيدًا هو وجود النقص الحاد في الوعي بأبعاد القضية وأهمية معالجتها، لذلك يقترح عبد الله بخصوص  الشباب  أن يبدأو ونبدأ معهم من خلال "المعرفة"، المعرفة  المتمثلة في الدورات والورشات والمنصات التعليمية، وفي نفس الوقت إثقال المهارات  التي تساهم في تطبيق ما اكتسبناه من معرفة وعلم، بالإضافة لوجود بعض الموارد المالية والفنية القادرة ، وكل هذا لا بد أن يتضافر مع وجود سياسات واضحة مرتبطة بخطط التنمية، ومرتبطة بالنشاط على  أرض الواقع، فدمج المعرفة العلمية والنظرية من أهم ما يحتاجه الشباب في مجتمعنا العربي من وجهة نظر عبد الله. 

شباب مؤسسة الجيل الأخضر
المصدر: الجيل الآخضرشباب مؤسسة الجيل الأخضر المصدر: الجيل الآخضر

ومن هنا، سيؤدي التعليم والتوعية بشأن البيئة إلى تمكين الشباب العربي وبناء قدراتهم لخلق مشاركة مجتمعية مهتمة بقضايا الاستدامة البيئية، وبالتالي سيكون لهم دور أبرز في المجهودات الحثيثة لتحقيق استدامة بعيدة المدى.

عند سؤالي إذا برأيه قد فشل الأجيال السابقة من إحداث التأثير ومن ثم فالأمل كله منصب على الجيل الجديد قال:"  الجيل السابق فعل ما  بقدر استطاعته، وربما لم يكن هناك الزخم المعرفي والأدلة العلمية والشواهد الحاضرة التي تأخذ بيده كما هو الأن " وبتلك الإجابة نعود من جديد للنقطة الأساسية "المعرفة" التي نبحث عنها لبناء الجيل.

ولكن إذا توفرت المعرفة اللازمة هل سينقص الشباب شيء آخر ليندفع للعمل؟ عبدالله دريعات يرى أن ما يمكن أن يدفع شاب نحو العمل المناخي وشاب آخر يعزف عنه هو  إحساسه بالشغف والمسؤولية بمختلف أشكالها الحضارية والثقافية والإنسانية، وهذا ما حدث مع قصة آثرت فيه عن طبيبة ليبية  التقى بها في اجتماع إقليمي لحركة الشباب العربي للتغير المناخي  فيقول " سألتها  عن علاقة التغير المناخي بالطب حكت لي عندما كانت في إحدى المناوبات الطبية في المستشفى، توفيت بين أيديها حالة خطرة لطفلة صغيرة، ولما علمت أن الوفاة  بسبب المياه الملوثة،  تطوعت في العمل البيئي تكريمًا لروح الطفلة ولتوعية وتعليم الغير"

كيف لشخص غير مختص في البيئة يحارب ويوعي ويعلم غيره؟ إنه الشغف نحو المساحات الخضراء الذي كان في يوم من الأيام سبب تعلق عبد الله بالطبيعة، والمسؤولية التي دفعت الطبيبة الليبية تكريمًا لروح الطفلة، والمعرفة التي نسعى إليها، وبهذا الثلاثي  يصبح لدينا جيل قادر على القيادة، يعطي قوة دافعة في السعي إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية ومتكيفٍ مع تغير المناخي.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٤ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط