شاهد التأثير في نفسه فأراد أن ينقله للناس
سعيد الرميثي شاب أنشئ مزرعة العضوية لارتباطه بالأرض ولتعليم الناس.
العين في الإمارات حيث مزارعها والنخيل والواحات والمشاهد الخضراء كانت كفيلة بأن تخلق أجيالًا تعشق الزراعة، فسعيد الرميثي طالب الإعلام والعلوم السياسية، وسفير في مؤتمر المناخ وشريك مؤسس بالمزرعة العضوية هكذا بدأ تعلقه بالزراعة وبالأخص أوقات نضوج الرطب تعلق بفضل زياراته لمنطقة العين، اكتشف حبه باللعب في الرمل واللعب بالطين، قربه من الأرض وكل ما ينتج منها كان كافيًا أن تحتل الزراعة مكانة وحيزًا من اهتماماته.
انجذاب طغى على شغف الأطفال المعتاد في سنه، فلم يكن مهووس بالإلكترونيات والألعاب المتعارف عليها، بل شغل تفكيره شيء أخر هو زراعة البطاطا الحلوة والليمون وأي شيء نابع من الأرض.
ونقل هذا التعلق لبيته فبدأ يبني الجرين هاوس في المنزل حيث استغرق بناءه نحو ستة أشهر وكان إنتاجه لسد احتياجات البيت من خضراوات وحليب وألبان ودواجن، وكل هذا بعد تعلمه للزراعة وتعمق فيها بمفرده، فلم يكن يذهب لأكاديمية أو معهد ولكنه تعليم ذاتي من الألف للياء من الكتب والوسائط الإلكترونية، وكل هذا وهو بين الـ١٦ والـ ١٨ عامًا.
أخذ يهتم بمزرعة بيته شيئًا فشيئًا ويتوسع فيها فتناولت منتجات أكثر ومع الوقت أصبح لديه من الإنتاج الفائض الذي يمكنه من أن يتجه للتجارة ويشارك بالإنتاج في السوق ويبيع المحصول.
فجاءت فكرة إنشائه لمزرعته العضوية ولكن ليس الإنتاج الفائض فحسب هو السبب الوحيد لاتخاذ هذه الخطوة، ولكن تعليم الناس ونشر الوعي بالزراعة العضوية بشكل عام، فأخذ الفكرة والمبدأ من بيته الصغير ومزرعته الصغيرة ونقلها مزرعته الأكبر وهو بعمر الـ20 عامًا بدعم من الأهل والعائلة فقاموا بتشجيعه ومده بالأرض والتمويل واستخدام أدوات غير مكلفة في الإنتاج والتسويق، فكان سعيد الرميثي هو المسؤول عن مشروعه في البداية بكل تفاصيله حيث يقوم بتسجيل الطلبات وتجهيزها وتوصيلها، وكان دائمًا يحرص على الاختلاف في منتجاته عن أي مزرعة أخرى فيزرع أشكالًا وألوانًا مختلفة من الفاكهة والخضروات غير المعتادة.
مزرعته العضوية أو الزراعة العضوية بشكل عام يعتبرها مستدامة فيقول " لأن دورة حياتها مغلقة، الخضروات في المزرعة أعطيها لحيوانات المزرعة لتعطي سمادًا والمخلفات يعاد تدويرها، فأكثر من ٩٥ % من مخلفات المزرعة يعاد تدويرها".
بجانب ذلك فالزراعة العضوية الأن تأتي لتنثر بذور الأمل كحل أخضر ومستدام يساعد، في التخفيف من حدة تغير المناخ، حيث تعتمد الزراعة العضوية على عدد من المعايير التي يُمنع فيها استخدام الأسمدة الكيميائية، لما لها من تأثيرات سلبية خطيرة على النظم البيئية، مما دفع البعض إلى تخصيص مساحات خضراء لإنتاج محاصيل صحية تعتمد بشكل أساسي على عناصر طبيعية وصديقة للبيئة.
كما أنه يرى شيء أخر حول التغيير المناخي فيقول "التغيير المناخي تحدي لا بد منه وهو علامة أخرى على ضرورة أن تزرع الناس في بيوتها وتعتمد على الاكتفاء الذاتي وأيضًا لتغيير نمط الحياة للأسرة والأطفال".
بجانب المزرعة فهناك محتوى من الفيديوهات ينشرها سعيد على منصاته كانت هي أيضَا وسيلة تعليمية إضافية للناس وبرغم أنها تعليمية استطاع أن يقدمها بشكل ذكي وجذاب فيقول " شاهدت التأثير في نفسي وأرادت أن أنشرها للناس، اتجهت إلى إنشاء محتوى لتعزيز فكرتي بشكل دقيق وصحيح وبطريقة ذكية حتى ينتشر، وبالفعل وصل لملايين المشاهدات برغم أن المحتوى تعليمي".
دراسة سعيد في الإعلام والعلوم السياسية ساعدته على صناعة المحتوى والظهور الإعلامي للتخديم على فكرته، بالإضافة لسفره إلى ألمانيا وكتابته وثيقة مع ١٩ مزارع حول العالم، وزعت على الوزارات في مؤتمر الزراعة كتوصيات للحكومات كيف يدعمون المزارع حول العالم.
من الشخصيات التي ألهمت الرميثي في هذا الاتجاه الشيخ زايد فيوضح " قرأت عنه كتب وألهمني كونه أول من أنشأ الجرين هاوس في الشرق الاوسط.. فتخيل في ١٩٦٩ كيف كان يفكر في المستقبل في هذا الوقت من غير تكنولوجيا .. فأشوفه قدوة كبيرة".
الزراعة بالنسبة للشاب سعيد كانت شغف والإعلام كان دراسة زادت من هذا الشغف.. فزرع الرميثي بيده وغير في الأفكار.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.