سعيد السهيمي: ناشط بيئي يكرس حياته لحماية الطبيعة
الغطاء النباتي وحماية الحياة البرية طريقة لإنقاذ البيئة.
في حوار مع الناشط البيئي سعيد السهيمي، كشف عن جذور اهتمامه بالقضايا البيئية والتي بدأت منذ طفولته. ولد السهيمي في المنطقة الجنوبية من السعودية، حيث الأودية والشعاب الغنية بالأشجار والنباتات. وبدأ الحوار بحديثه عن خلفيته التعليمية والمهنية، والتي لم تكن مرتبطة بالبيئة، لكنه كرّس حياته لهذا الشغف منذ الطفولة، فيقول سعيد: "بدأ اهتمامي بالبيئة في الصف الثاني الابتدائي، حوالي التاسعة أو العاشرة من عمري. كنت مفتونًا بالطبيعة حولي". ورغم أنه درس الأعمال المكتبية والتجارية، وعمل لاحقًا في قطاع التأمين، إلا أن شغفه الحقيقي كان دائمًا منصبًا على البيئة. ويضيف سعيد بابتسامة: "دراستي لم تتعلق بالبيئة، لكني سخرت كل مدخولاتي لخدمة شغفي. البيئة والزراعة كانت شغفي الأساسي".
عندما سألته عن القضايا البيئية التي يهتم بها أكثر من غيرها، أجاب بسرعة: "مكافحة التصحر، الحد من الاحتطاب الجائر، مكافحة الأشجار الغازية، وإعادة تشجير المناطق التي فقدت غطائها النباتي، وحماية الحياة البرية". يوضح سعيد أن الأهم في كل هذا هو تحقيق التوازن البيئي، تقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة مستوى الأكسجين. "هذه كلها قضايا مهمة للغاية بالنسبة لي"، وهذا ما أكده سعيد بحماس.
بدأ نشاط سعيد البيئي الفعلي في عام ٢٠١٣، عندما لاحظ تدهور الغابات والغطاء النباتي وزيادة التصحر بشكل كبير، فيقول سعيد شارحًا: "بدأت أبحث عن أسباب التصحر وموت أشجار العرعر في المرتفعات، ودخول الأشجار الغازية مثل أشجار البروسوبس. وكانت أشجار السدر بداية نشاطي البيئي".
ورغم أن أسرته لم تشاركه هذا الشغف، إلا أنه نماه بنفسه. يقول سعيد: "كانت توجهات الأسرة بعيدة جدًا عن توجهاتي، لكن هذا المجال كان شغفي. حتى عندما كبرت واهتممت به ماليًا، كان الكثيرون يقولون إنه مجال مهم، لكن لا تضيع وقتك فيه. في النهاية، آمنوا بأهمية ما أقوم به".
اليوم، يشارك سعيد في الإعلام الموازي للتوعية البيئية بشكل كبير. يحضر العديد من المؤتمرات، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائله البيئية، ويقول سعيد: "أنا صانع محتوى بيئي، أصور وأنتج وأعد أفلامًا تتعلق بالبيئة، وأنقل الفعاليات والمعارض البيئية المحلية والدولية للناس"، من بين المبادرات التي يعمل عليها حاليًا مبادرة زراعة السدر، حيث ساهم منذ عام ٢٠١٥ في زراعة أكثر من ١٥٥ ألف شجرة سدر.
يؤكد سعيد أن أهدافه تتماشى مع مبادرة السعودية الخضراء ورفع جودة الحياة وتقليل الانبعاثات الكربونية. ويوضح سعيد: "أستخدم الإعلام بكل أطيافه – الصحف، القنوات، وسائل التواصل الاجتماعي – لرفع مستوى الوعي ودعم القضايا البيئية".
رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها، يواجه سعيد تحديات عديدة، منها قلة الوعي البيئي بين الناس، والاحتطاب والصيد الجائر، فهو يري أن هناك الكثير من الناس يجهلون القضايا البيئية، لكنه يتعامل مع هذا بصناعة محتوى يحمل الإجابات ويقنع الآخرين.
ويكرس سعيد ثلاثة أرباع وقته للبيئة، مما يؤثر على وقته مع أسرته. كما يتحمل تكاليف مالية كبيرة تتعلق برحلاته البيئية. ومع ذلك، حقق نجاحات كبيرة، حيث تأثر ملايين البشر برسائله، وتخرج على يديه عدد كبير من النشطاء البيئيين والمزارعين.
ويطمح سعيد إلى تحقيق وعي عالمي بأهمية تقليل الانبعاثات الكربونية وزراعة الأشجار حول المنازل والمتنزهات. ويهدف سعيد إلى أن يمتلك كل بيت شجرتين أو ثلاث في العالم، وأن يكون هناك وعي بيئي كبير جدًا، وهو يري أن مهمة النشطاء البيئيين أنهم يسعون لتحقيق الوعي البيئي وتقديم كل ما يلزم للإصحاح البيئي. وان هذا الكوكب هو بيتنا، ويجب أن نحرص على أن يكون نقياً وصحياً ليكون أحد أسباب العافية التي نحرص عليها جميعاً.
وحصد سعيد العديد من الجوائز البيئية من شهادات ودروع للتكريم ولكن لديه ثلاث جوائز رئيسية يفخر بها، الجائزة الأولى هي جائزة ملكية من الأميرة صيتة بنت عبد العزيز آل سعود أخت الملك عبد الله جائزة في المسئولية الاجتماعية، والجائزة الثانية هي جائزة مبادرة صناعة المحتوى البيئي والسياحي بالمملكة من أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل، والجائزة الثالثة من روما من كتاب السلام مقدمة من سبع منظمات عالمية هي جائزة خدمة كوكب الأرض، وبعدها تليها عدد كبير جدا من الدروع في عطاء وطن من وزارة البيئة، ومن الجمعيات، ومن المراكز الوطنية، وشهادات شكر كثير جدا من بعض الإدارات الحكومية أيضا، ويري سعيد في تلك الجوائز والدروع مقياس لفاعليه ما يقوم به من جهود لخدمة البيئة ليس في المملكة فقط، ولكنه ايضًا لخدمة كوكب الأرض بأكمله.
ويتمني سعيد أن يحقق جزء من الاهتمام العالمي بالانبعاثات الكربونية من أن يسهم عمله في خفض تلك الانبعاثات، ونشر فكرة زراعة الأشجار حول البيوت وفي المتنزهات والحدائق والزراعة المائية وغيرها من الأنشطة الزراعية البيئية، فهو يأمل أن يزرع كل بيت حول العالم شجرتين أو ثلاثة، وأن يزيد الوعي البيئي، فهو يهدف لسد واحدة من الثغرات التي يراها في الوعي البيئي من خلال الاهتمام بالزراعة وان تتكامل جهوده مع الدور الحكومي حتى يتحقق الأثر العظيم لكوكب الأرض بأكمله.
في نهاية اللقاء، وجه سعيد نصيحة للمهتمين بالقضايا البيئية قائلاً: "الأهم هو أن نكون جميعاً مهتمين بهذا المجال، لأن هذا المحيط الذي نعيش فيه. يجب أن يكون هذا المحيط نقيًا وصحيًا، ليكون أحد أسباب العافية. متى ما توفرت العافية، سيكون لدينا جو نظيف، غذاء سليم، وجودة حياة. هذه أهم أهدافي".
بعد هذا الحوار الملهم، غادرت وأنا أشعر بالإلهام والعزم على أن أكون جزءاً من الجهود العالمية لحماية بيئتنا والحفاظ عليها للأجيال القادمة. سعيد السهيمي هو مثال حي على كيف يمكن للشغف أن يقود الإنسان لتحقيق تغيير حقيقي وإيجابي في العالم.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.