ناشطة سودانية تقود الكفاح ضد التغير المناخي
لقاء مع الناشطة السودانية نسرين الصائم عن مستقبل العالم العربي في ظل التغير المناخي
كون السودان بلدٌ غارقٌ المشاكل على مدار عقود فإن قضية مثل التغير المناخي لم يُنظر إليها بجدية حتى وقت قريب ظهر فيه جيل واعي بواقعه ومجتمعه بدأ يرفع صوته بمشاكل المناخ التي بشكل مباشرة إلى حياة البشر حيث الجفاف وقلة الغذاء وما يترتب على ذلك من مآسي.
نادرا ما تجد من أبناء الشعب السوداني من لا يهتم بالشأن العام، فهذا الشعب المثقف بطبيعته تفرض عليه الظروف دائما الاهتمام بمحيطه منذ سن مبكرة.
بدأ إهتمام الناشطة البيئية نسرين الصائم بالبيئة والمناخ عبر دراستها بجامعة جامعة الخرطوم والتي شهدت مظاهرات واسعة تنديدا بغلاء الأسعار حيث تطورت الأمور لاشتباكات مع الأمن أدت لوفاة طالب وهنا بدأت تبحث في علاقة ما تدرسه وهو العلوم بالشأن العام والرابط بين تلك العلوم والمجتمع الذي تعيش فيه وهنا تعرفت علي الرابط بين العلوم والتغير المناخي وهو ما دفعها للتعمق أكثر في المجال البيئي للتطوع في النهاية بواحدة من أشهر المنظمات البيئية في البلاد.
اشارت نسرين في حديثها معنا إلي الرابط في السودان بين التغير المناخي والسياسة في بلادها التي تتسم بعدم الاستقرار مما يؤدي لغياب الدعم الاقتصادي المناسب للشباب وبالتالي تأهيله وتعليمه بطريقة سليمة.
الصراع الموجود حاليا في السودان لا ينفصل عن التغير المناخي بل هو في قلبه وربما أساس الحرب الحالية في البلاد، تشير نسرين أن التغير المناخي سيزيد من حدة تلك الصراعات بسبب التقاتل على الموارد وهو ما سيؤدي للمجاعات بالإضافة
للعوامل الطبيعية نتيجة عدم الاهتمام بالتغير المناخي مثل الجفاف وغيره، لذلك قررت رفع صوتها وقت الحروب تحديدا بشأن التغير المناخي.
تعتبر نسرين أنه لا يجب أن تقع مسؤولية بناء السلام ودعم العمل المناخي على أكتاف الشباب فقط
السودان يواجه ازمة عاصفة حاليا بسبب الحرب والتي أدت لزيادة عدد النازحين منه ليصل إلى ۱۷ مليون حول العالم وهو ما القي بأثاره على القطاع الزراعي في واحدة من أكثر الدول التي تمتلك أراض خصبة في العالم.
إهتمام نسرين منذ سن مبكرة بالمناخ وتداعياته علي مجتمعها مكنها من العمل كرئيسة لفريق الاستشاري المعني بتغيّر المناخ الاستشاري الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة وهو فريق رفيع المستوى، وأيضا الفريق العامل مع الأمين العام في مكتبة والمتعلق بتغيّر المناخ وفريق مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، وبقية الشباب حول العالم، المهمة الأساسية للفريق تتمثل في استجماع القوة وسدّ الثغرات بين الشباب حول العالم وبين الأمين العام ومؤسسات الأمم المتحدة المختلفة التي لها علاقة بملف تغيّر المناخ.
تعتبر نسرين أنه لا يجب أن تقع مسؤولية بناء السلام ودعم العمل المناخي على أكتاف الشباب فقط، ولكن للأسف هذا ما يحدث، وقالت إن مهمة الشباب الأساسية هي تنمية الدول لا وقف الحروب، وأضافت أن الواقع الذي فرض علينا كشباب هو أن نخفف آلام الشعوب ومعاناتها.
برأي الصائم فإن أمام الشباب مهمة كبيرة وصعبة فهم قادة المستقبل وتنفيذ سياسات المناخ تقع على عاتقهم وتعتمد على قدراتهم وطاقاتهم ومعرفتهم مع توفير الدعم المالي والعلمي والتقني، وأشارت أن تداعيات التغير المناخي ستكون أكبر في المستقبل مما يضع المزيد من المسئولية على الأجيال الشابة التي ستقود المشهد مستقبلا.
في ختام حديثها معنا وجهت نسرين نصيحة للشباب مفادها الا ينخدعوا بالشعارات الرنانة فلكل مجتمع أولوياته المختلفة ويجب أن ننظر إلي أولوياتنا نحن ونبدأ عمل جاد لمحاربة اثار التغير المناخي ولإيصال صوتنا للعالم لأن الأصوات التي تصل من عالمنا العربي بخصوص المناخ مازالت خافتة.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.