ناشطة بيئية تعطي الأمل في التغيير للشباب عبر مشروع "أمة لأجل الأرض"
نتحدث في هذا المقال عن نهاد عواد الناشطة البيئية اللبنانية وتجربتها المبكرة في إشراك الشباب والشابات في القضايا البيئية وارتباطها بإيمان الفرد الديني.
احيانا وربما دائما تلعب الأم الدور الرئيسي في حياة أبنائها لتشكل وعيهم وشغفهم الذي سيعيشون معه ويعملون علي تحقيقه لبقية عمرهم.
هذا هو حال بطلة قصتنا وواحدة من المدافعات عن البيئة اللبنانية نهاد عواد التي كان لوالدتها دورا وفضلا كبيرا في فهم تأثير الفرد على البيئة وجعلتها تعيد التفكير في أفعالها وطرح أسئلة مثل لماذا لا ينبغي لنا التخلص من القمامة عشوائياً أو لماذا من المهم المحافظة على الموارد الطبيعية والغابات وهو الاهتمام الذي تحرك عندها ايضا علي اساس ديني وإيماني يتناغم تماما مع ما تأمرنا به الديانات السماوية.
نهاد عواد هي مؤسسة واحدة من ابرز المشاريع البيئية في عالمنا العربي والإسلامي وهي "أمة لاجل الارض".
حصلَت نهاد على درجة البكالوريوس في الصحة البيئية ثم الماجستير في العلوم البيئية مع التركيز على تخطيط السياسة البيئية, بعد التخرّج نالت منحة دراسية من جامعة ديوك والتحقت ببرنامج One Health الذي يركّز على البيئة والصحة العامة والعلوم البيطرية.
من سن الخامسة عشر بدأ إهتمامها وشغفها بالقضايا البيئية وخلال سنوات دراستها في الجامعة الأمريكية في بيروت تعرّفت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC والمفاوضات بشأن العمل المناخي وفي عام ۲۰۱٥ وبسن الخامسة والعشرين أنشأت نهاد الفرع الوطني اللبناني لحركة الشباب العربي للمناخ لتوعية الأطفال في سن مبكرة حول مسألة التغير المناخي في المدارس لتنطلق بعدها إلي آفاق أوسع من العمل المناخي.
تبلورت الفكرة في رأسها لتتبني مشروعها وتحقق حلمها علي أرض الواقع من خلال جهود واقعية نفذت من خلال حملة جرينبيس بأسم "أمة لأجل الأرض" حيث وجدَت عواد منصة لجعل صوتها مسموعاً ولإلهام المجتمع ليتحوّل إلى مجتمع أخضر وهو يقوم علي حركة مناخية إسلامية حديثة ومرنة بالتحالف مع مؤثرين معروفين في مجال البيئة بالإضافة لزعماء دينيين وسفراء ثقافيين حول العالم.
شهر رمضان يمكن أن يكون نقطة بداية لأسلوب حياة أكثر استدامة، إذ أنّ الإهتمام بعاداتنا وجعلها صديقة للبيئة هو جزء من التعبّد
وتقول نهاد أنها أعتمدت على دعم المجتمعات الإسلامية حول العالم حيث تسهم وجهات نظرهم وخبراتهم في بناء وتشكيل متطلبات حركة المناخ العالمية التي تسعي إليها, بالإضافة إلى التركيز على تدريب المسلمين من الشباب الواعين بيئيًا على الحلول البيئية من أجل مجتمع أفضل وتأهيل هؤلاء الشباب ليكون لهم صوت في مؤتمرات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتعزيز مشاركتهم في مشاريع تغير المناخ محليا وعالميا.
في المراحل الأولى من مشروع "أمة لأجل الأرض" أطلقت نهاد بالتعاون مع منظمة جرينبيس "خارطة القصص" على الإنترنت لتمكين الناشطات والناشطين والعلماء والمشاهير من مشاركة قصصهم الشخصية حول القضايا المتعلقة بالمناخ, ووصلت المشاركات إلي ما يقرب من ۱۸۰ قصة على المنصة من جميع أنحاء العالم.
كما أطلقت عواد الدليل الأخضر للحج والعمرة وتطبيقًا للهاتف المحمول يشجّع الحجاج على خلال تلك الرحلة الروحية في التفكير في دورهم نحو المجتمع والبيئة وهو الأمر الذي لا ينفصل عن صميم الدين بل في الواقع يشجع عليه وتشجيعهم علي أداء مناسك الحج والعمرة بطريقة صديقة للبيئة لحماية الأرض والحياة عليها .
وخلال شهر رمضان من عام ۲۰۲۱ ومن خلال "مشروع أمة لأجل الأرض أشركت عواد وفريقها ۹۰ ألف شاب وشابة في لعبة "الحقيقة أو الجرأة" حيث تحداهم مؤثرون ومؤثرات لاتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات الصديقة للبيئة طوال هذا الشهر الكريم حيث سمح لهم ذلك باحتضان دور الإشراف على المناخ في الأعمال اليومية وجلب ۱۲۰۰۰ مؤيد إضافي للمنصّة, وقد تم إطلاق مبادرة المسجد الأخضر في نهاية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ السادس والعشرين COP26 وهي المبادرة التي بدأت من مسجد جلاسكو المركزي الذي أصبح يستخدم الطاقة الشمسية.
إهتمام نهاد بالبيئة ووعيها الديني جعلها تهتم بشكل وعبر جهود منظمتها "أمة لأجل الأرض" بإهدار الطعام خصوصا خلال هذا الشهر الكريم في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الفقراء حول العالم من الجوع فتشير في حديثها معنا أن شهر رمضان يمكن أن يكون نقطة بداية لأسلوب حياة أكثر استدامة، إذ أنّ الإهتمام بعاداتنا وجعلها صديقة للبيئة هو جزء من التعبّد ومن دورنا كمستخلفين على هذه الأرض.
وتضيف نهاد أن الوعي مهم جدا خلال شهر رمضان، الوعي بما نشتريه، بما نستهلكه، بكمية الطعام التي نحضّرها وبما نستخدمه من أدوات وذلك بشراء الأغذية على قدر ما نحتاج فقط ومن المنتجات المحلية وإعداد الإفطار على قدر حاجتنا من الطعام ووفقًا لعدد الأشخاص الذين يتناولونه والتخلي التام عن البلاستيك في الزينة الرمضانية وفي أدوات المائدة وخلال تبضّعنا والإنتباه إلى قدر المياه الذي نستعمله خلال الوضوء أو للحاجات اليومية للتخفيف من الهدر.
قصة "أمة من اجل الارض" ورحلة نهاد في ربط إيمانها الديني بجهودها للحفاظ علي الكوكب مازالت مستمرة لخلق عالم افضل كما تأمرنا الأديان السماوية.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.