The Climate Tribe Logo
مقابلةثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤

من الإليكترونيات إلى البيئة

محي الدين بشرى: من الفرد إلى المجتمع، التغيير البيئي يبدأ هنا

صورة من الفيضانات في السودان والتي تمثل الدافع وراء مشاريع سودت في السودان 
المصدر: محي الدين بشرىصورة من الفيضانات في السودان والتي تمثل الدافع وراء مشاريع سودت في السودان المصدر: محي الدين بشرى

في أزقة الخرطوم وبين منازلها العريقة، نشأ محي الدين بشرى، الذي أصبح فيما بعد من أبرز الناشطين البيئيين في السودان. منذ طفولته، غرست فيه عائلته حب الطبيعة والوعي بأهمية البيئة. والديه كانا يهتمان بتقليل هدر الطعام والمحافظة على الموارد، مما جعله يدرك أن الاستدامة ليست مجرد نظرية، بل أسلوب حياة يجب أن يُتبنى.

بدأ مشواره المهني في مجالات متنوعة من الهندسة التقنية إلى الإعلام والتصميم. لكن محطته المهمة كانت عندما انضم إلى وزارة النقل، حيث واجه تحديات بيئية كبيرة تتطلب دمج الحوكمة البيئية والاجتماعية في مشاريع الوزارة. هذا الأمر جعله يشعر بالمسؤولية الثقيلة تجاه البيئة.

لم يبدأ محي الدين نشاطه البيئي بشكل صاخب أو ملفت للنظر. بل كان الأمر أشبه بنهر هادئ يتدفق بهدوء نحو هدفه. بدأ بإجراءات بسيطة لتقليل تأثيره البيئي، مثل إعادة التدوير وتقليل استخدام البلاستيك. ولكن مع مرور الوقت، نما داخله شعور بالحاجة إلى توسيع دائرة وعيه ليشمل المجتمع كله. بدأ بتوعية الناس بمخاطر البلاستيك وأهمية التخلص الصحيح من النفايات، محاولًا إشراك الجميع في هذه الرحلة.

محي الدين في بطولة المناخ للشباب IYCDP
المصدر: محي الدين بشرىمحي الدين في بطولة المناخ للشباب IYCDP المصدر: محي الدين بشرى

وتنامى هذا الدور حيث يشغل محي الدين حاليًا منصب مسؤول الإعلام والاتصالات في منظمة "SUDTT"، حيث يركز على قضايا المناخ، خاصة تأثير الفيضانات على المجتمعات المحلية. ومن بين مشاريعه البارزة، مشروع على جزيرة توتي التي تعاني من الفيضانات السنوية. يسعى المشروع إلى سد الفجوة في الوصول إلى المعلومات بين المجتمع المحلي ومزودي المعلومات، وتعزيز الطرق التقليدية لمكافحة الفيضانات.

التحدي الأكبر الذي يواجههم كان نقص البيانات اللازمة لتنفيذ المشاريع، وصعوبة كسب ثقة المجتمع المحلي. كثيرًا ما كانوا يسمعون من الناس: "الذين قبلكم قالوا نفس الشيء ولم يحدث شيء." لكن محي الدين لم يستسلم، بل استمر في جهوده، مؤمنًا بأن العمل الجماعي والتعاون الدولي هما السبيل لتحقيق التغيير.

يقيم الناشط البيئي نجاحه بمدى تأثيره على المجتمع وزيادة الوعي بالقضايا البيئية. ومن أبرز إنجازاته قبوله في برنامج وفد الشباب الدولي للمناخ ضمن مؤتمر "COP28"، وهو تأكيد على إيمانه بأهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي لحل القضايا البيئية.

المشاركة في أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال لأفريقيا في جلسة حول ريادة الأعمال والتعليم 
المصدر: محي الدين بشرىالمشاركة في أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال لأفريقيا في جلسة حول ريادة الأعمال والتعليم المصدر: محي الدين بشرى

كما أنه يطمح لأن يكون جسرًا بين السياسات الدولية والعمل المحلي، وأن يسعى لتطبيق مفهوم الاستدامة بشكل أوسع في السودان وخارجه. يؤمن بأن التغيير يبدأ من الفرد، ثم يتسع ليشمل المجتمع بأسره. ويشدد على أن الناس يثقون بمن يمارس ما يعظ به، ويدعو الجميع لأن يكونوا قدوة في الحفاظ على البيئة.

وتلهمنا رحلة محي الدين بشرى لتحقيق الاستدامة بأن الشغف يمكن أن يتحول إلى عمل حقيقي يؤثر في المجتمع. بتوجيهه للفرد، ودعوته للتعلم والوعي، يؤكد أن لكل فرد دورًا في حماية البيئة وتحقيق تغيير إيجابي.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٣ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط