حقق حلمه وخلق تجارب لا تُنسى في أحضان الطبيعة
محمد التميمي يحكي لنا كيف حول شغفه وخوفه على الطبيعة وتعلقه بالسفر إلى مشروع خلق به تجربة لا تنسى
محمد التميمي شاب تونسي قصته مع الطبيعة لم تبدأ إلا في مرحلة الطفولة، كان ينجذب للمناظر الطبيعية خلال سفراته العائلية، فهو عاشق للسفر، ومع الوقت تعمق هذا الشعور بداخله بعد اكتشافه للغابات والجبال، فحبه للطبيعة الذي نمى جعلته يكتشفها أكثر، ولكن في كل مرة كان يذهب فيها للتنزه أو التخييم أو المشي لمسافات طويلة، يجد القمامة متناثرة في الطبيعة.
لم يستطع تقبل رؤية التلوث يدمر جمال الأماكن الطبيعية التي كون فيها ذكرياته فكان هذا الشعور هو نقطة التحول، حبه للطبيعة تحول لخوف عليها ومن ثم بدأ بعدها يشارك في أنشطة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية، فيقول" قررت أن أتخذ إجراءًا وأحدث تأثيرًا، شعرت أن هذه هي مهمتي في الحياة أن أحمي الطبيعة، وأن أعزز احترام البيئة".
وبدأت القصة تتضح أكثر في أكثر مع التميمي عام ۲۰۱٥ وتحولت لمشروع يحقق شغفه في السفر والترحال وفي نفس الوقت الحفاظ على بيئته فيقول" عندما بدأت في السفر داخل تونس وليس أوروبا فقط اكتشفت مدى روعة طبيعتها وسحر مناطقها الخفية، حيث تمتزج الشواطئ الجميلة بالغابات الكثيفة والوديان الساحرة، وبالتحديد في المناطق الشمالية والشمالية الغربية منها في ولايتي بنزرت وجندوبة"
ويكمل" شغفي بالأنشطة الخارجية والطاقة الإيجابية التي شعرت بها عند استكشاف الطبيعة التونسية ألهماني لإطلاق مشروع (Tunisian Campers) لتشجيع التونسيين على اكتشاف جمال بلدهم ودعوة الزوار من الخارج للقيام بذلك، مع تنظيم رحلات تعزز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وبصفتي الرئيس التنفيذي للشركة أعمل على قيادة الشركة نحو تنظيم مغامرات صديقة للبيئة وخلق تجارب لا تُنسى في أحضان الطبيعة".
حتى عند وضع أهداف المشروع كانت روحها من أهداف التنمية المستدامة لأنه يؤمن بأن الاستدامة ليست خيارًا بل ضرورة من خلال تعزيز السياحة المسؤولة والحفاظ على الموارد الطبيعية، ولذلك قدم في رحلاته بعض الممارسات المتعلقة بالاستدامة مثل رياضات المشي لمسافات طويلة، ركوب الخيل، التجديف وحرصهم على غرس الأشجار وتنظيف المناطق التي يقومون بزيارتها.
مع تشجيع المشاركين على استخدام وسائل نقل مستدامة، مثل التشارك في السيارات للحد من انبعاثات الكربون، واستخدام معدات قابلة لإعادة الاستخدام وتجنب المواد التي تؤدي إلى التلوث مع استخدام منتجات طبيعية، وبهذا حققوا في المشروع مفهوم السياحة والأجازة الصديقة للبيئة.
وبجانب هذا منذ عام ۲۰۱۸، قاموا بتنظيم العديد من المبادرات البيئية، مثل زراعة ٥۰۰۰ شجرة في دار شيشو و۷۰۰۰ شجرة أخرى في ولاية نابل وتنظيم أيام تنظيف للشواطئ، حيث تم تنظيف ۱۰ شواطئ في يوم واحد في منطقتي البيبان (بنزرت) والمنقع (نابل)، بالإضافة لإطلاق مبادرة المدارس البيئية التي شملت ۱۳ مدرسة في تكيلسة، قاموا فيها بتوعية الطلاب بأهمية البيئة وتثبيت صناديق فرز النفايات في المدارس.
وبعض من هذه المبادرات تمت بالتعاون مع منظمات غير حكومية مما ساهم في توسيع نطاق تأثيرهم وتعزيز العمل الجماعي لحماية البيئة، واليوم يعملون مع وزارة البيئة على إعادة نشر الوعي وتنفيذ مشروعات تهدف إلى تنظيف المناطق بشكل أفضل.
التميمي وفريقه مؤمنون بأن السياحة المسؤولة أو الصديقة للبيئة أصبحت ثقافة ضرورية وهي الحل الوحيد لإنقاذ الأرض فيقول " إذا لم نلتزم بأسلوب حياة يحترم البيئة، فإننا سندمر الطبيعة ولن نترك شيئًا للأجيال القادمة، نفهم جميعًا أن أسلوب حياتنا الصديق للبيئة ليس فقط خيارًا، بل هو حاجة ملحة للحفاظ على كوكب الأرض ومسؤولية علينا جميعًا تحملها".
فالتحدي الأكبر الذي يواجهونه هو جعل الناس يفهمون أن هدفنا ليس فقط جمع النفايات في نهاية اليوم، بل هو عدم إنتاج أي نفايات من الأساس خلال أي رحلة من الرحلات، وبهذا المشروع استطاع التميمي دمج شغفه بالسفر والترحال وإيمانه بحماية الكوكب من خلال تطبيق مفهوم السياحة المستدامة ومن خلالها قدم للمسافرين تجربة سفر صديقة للبيئة لا تنسى.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.