The Climate Tribe Logo
  • /
  • اقرأ/
  • مقابلة/
  • لإدمانه على قطعة خشب ... حافظ على الإرث والتراث والطبيعة في آن واحد
مقابلةإثنين ٠١ أبريل ٢٠٢٤

لإدمانه على قطعة خشب ... حافظ على الإرث والتراث والطبيعة في آن واحد

بسبب موقف تعرض له أحمد الحربي في مزرعة والده، أصبح مدمن على حب الخشب

فنان وصديق الشجرة يحولها لقطعة فنية متعددة الاستخدامات.
المصدر: أحمد الحربيفنان وصديق الشجرة يحولها لقطعة فنية متعددة الاستخدامات. المصدر: أحمد الحربي

بداية عشقه للخشب كانت منذ الطفولة  في مرحلة الثانوية  من خلال حفره على قطع خشب بالخط الكوفي، ولكن الشرارة الحقيقية كانت بسبب موقف حدث  بمزرعة والده حيث تم حرق كل الأشجار الموجودة في أطراف المزرعة، مما سبب له ضيق وحزن  لأنه حتى لم يقدر على إنقاذ الأشجار، وفي ركن من أركان المزرعة  وجد  بقايا محروقة بالمصادفة وبدأ يتساءل في قرارة نفسه" مستحيل خُلقت هذه الشجرة لتدفن أو تحرق، أكيد لها قيمة 
الناس لا تعلمها".

مما دفعه لأخد قطعة من البقايا المحروقة وقام بتنظيفها وصنفرتها وتحويلها لقطعة غيرت مفاهيم البشر في السعودية،  فعمل على إعادة إحياء بقايا محروقة مدفونة  مهملة لقطعة فنية متعددة الاستخدامات في حياتنا اليومية. 

ليصبح بعدها أحمد الحربي صديق الشجرة، ومدمن على إعادة التدوير والمواد التي تخرجها لنا الطبيعة، ويقوم بمنع حرق أو قص أي شجرة بل يعوض القطع الناقصة فيها، باعتبارها أهم مصادر الحياة، ليجمع ما بين الفن والحرفية والحفاظ على الطبيعة.

الله خلق النخلة لتزرع بأرض غير خصبة وتشرب بماء مالحة وفي النهاية تخرج لنا رطب طعمه سكر ويأتي لها الطير والبشر من آخر العالم ليأكلوا منها

الموضوع لم يتوقف عند حربي فأول قطعة فنية خرجت من كوم خشب محروق أحدثت جماهيرية في المدينة المنورة وأصبح الأهل  يتواصلون معه ليأخذ أشجارهم سواء أشجار سقطت أو تم اقتصاصها من قبل أشخاص أخريين وملقاة في الطريق أو من المزارع المجاورة فيقول لنا " كل مكان يعرف أحمد الحربي يتصل بي ويقول "خذها  أنت تفهم فيها"، ومن ثم صار الجمهور نفسه عنده نزعة إنه ما يريد أن يحرق ويلوث البيئة"   
بمعنى أصح حربي هو من أخرج فطرة كانت مختبئة في قلوب أهل منطقته، وقام بتوسيع دائرة العقول في المدينة وتفهمهم بمعنى إعادة التدوير والوصول بيئة مستدامة.

من خشب مدفون ومهمل لقطع فنية ملهمة
المصدر: أحمد الحربيمن خشب مدفون ومهمل لقطع فنية ملهمة
المصدر: أحمد الحربي
من خشب مدفون ومهمل لقطع فنية ملهمة المصدر: أحمد الحربي

وبالنسبة للأشجار التي يستخدمها فهو يقوم بإعادة التدوير الأخشاب المحلية بنسبة تصل ل۹۰%، ولكن  هناك سر مع شجرة الأثل بالتحديد فكثيرًا ما يستخدمها حربي فما السر؟ فيوضح " في البداية هذه الشجرة من الأشجار التي تتساقط كثيرًا فالحصول عليها يتم بسهولة، ولا تستعمل كحطب في الخليج ومتوفرة بكثرة، بالإضافة لكونها شجرة مباركة مذكورة في القرآن، كما تعتبر أول قطعة الأثاث في الإسلام صنعت من هذه الشجرة، القطعة المتمثلة في أول سقف للمسجد النبوي الذي بناه الرسول  وكانت في منطقة الغابة نفس المنطقة التي أحصل منها على الأشجار"  

وبدلًا من أن يتم حرق الشجرة أو دفنها وباعتبارها شاهدة على كل مستلزمات البيت الخليجي وتراثه، استخدمها حربي لتظل أمام أعين الناس في شكل أجمل ليحافظ بها على الطبيعة والإرث والتراث في آن واحد.

أحمد لم يكتفي بهذا فمنذ أن بدأ في هذا الاتجاه من ۲۰۱٥ كان حريصًا أن يؤثر في مجتمعه الصغير،  فأسس أول علامة تجارية سعودية لتدوير الخشب، وحتى  يخلق  جيل من الشباب مهتمًا ولديه الوعي الكافي قام بعمل  دورات تدرييبة وورش  وتجارب حية بعيدة عن المعلومات النظرية دون تطبيق، وكل هذا داخل استوديو ومنجرة خاصة به، يبدأ في التخطيط  ويقص القطعة  حتى يصل للهيكل الأساسي ويضع معها لمساته الفنية، ليصبح بعد كل هذا رائد أعمال ومدرب وحرفي.

حافظ علي البيئة والأرث بشجرة الاثل
المصدر: أحمد الحربيحافظ علي البيئة والأرث بشجرة الاثل
المصدر: أحمد الحربي
حافظ علي البيئة والأرث بشجرة الاثل المصدر: أحمد الحربي

في كلامنا مع حربي أشار أن ما ينقصه حتى يستطيع أن ينشر فكره من خلال محاضرات أو حتى لزيادة المعدات الخاصة بإعادة التدوير، هو الدعم المالي فعلى الرغم من أنه أصبح هناك وعي ومنع لقطع الأشجار في السعودية،  يرى أنه قليل من المستثمرين ما يهتمون بالاستثمار في الاستدامة، لأن أغلبهم يبحثون على أرباح مادية سريعة ولكن إعادة التدوير أرباحه المادية تكون  على المدى البعيد.

حربي الحاصل على وسام جائزة الإصرار، لا يستسلم فكل هدفه صنع منتج من شيء لا يذكر، يؤمن بأن الأشياء التي تعتقد الناس أن ما لها قيمة فهي لها قيمة عظيمة، ليختتم بجملة "الله خلق النخلة لتزرع بأرض غير خصبة وتشرب بماء مالحة وفي النهاية تخرج لنا رطب طعمه سكر ويأتي لها الطير والبشر من آخر العالم ليأكلوا منها، ففي تلك الظروف تخرج لنا بهذا الجمال .. هذا رزق كيف نقضي عليه؟"

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٤ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط