خلق مساحة للإبداع ودور الفن المستدام في أبوظبي
عبر فنه ورسوماته إبداعاته النحتية، يتطلع هاشل اللمكي إلى المستقبل، وهو المستقبل الذي يعمل بنشاط على بنائه، من خلال التعاون مع المبدعين في الإمارات المنتشرين في مختلف التخصصات، تحدثنا معه عن بناء مجتمع فني مزدهر من خلال المزج بين الفن والحفاظ علي البيئة وإيجاد إنسانيتنا المشتركة من خلال الإبداع
هاشل اللمكي، فنان إماراتي حاصل على بكلريوس في الفنون الجميلة من جامعة بارسونز - نيو سكول فور ديزاين- ، يستلهم أعماله من التراث والطبيعة المستدامة. يتطلع من خلال فنه ورسوماته وإبداعاته النحتية إلى بناء مستقبل مستدام، وذلك بالتعاون مع المبدعين في أبوظبي وفي الإمارات بشكل عام. تحدثنا معه عن كيفية بناء مجتمع فني مزدهر يدمج بين الفن والحفاظ على البيئة وإيجاد إنسانيتنا المشتركة من خلال الإبداع.
يشير اللمكي إلى أنه منذ طفولته كان يعرف أن الفن هو طريقه. يقول: "بدأت بالرسم والتلوين عندما كنت طفلاً، وانتهى بي الأمر بإنشاء استوديو خاص بي". لم يكن هذا القرار واعياً في البداية، بل كان حباً فطرياً جعله يعود كل يوم إلى المنزل من المدرسة لممارسة هوايته.
حب هاشل للبيئة والفن جاء بفضل جدته التي لفتت نظره بشكل طبيعي لإعادة استخدام الأشياء، مثل العديد من السيدات في الوطن العربي.
انتقل إلى نيويورك في عام ٢٠٠٧ للدراسة في الجامعة، حيث عمل في أقسام مختلفة للدورات الاختيارية، بما في ذلك الصباغات الطبيعية، والثقافة، والتصميم. هذا جعله يتوسع في استخدام الأصباغ الطبيعية المتوفرة من الأرض، والتي أثرت في عملية إنشاء دهاناته الخاصة.
أكد اللمكي أن اهتمامه بالطبيعة والاستدامة كان جزءاً من دراسته في أميركا. يعمل حالياً على مشاريع تحمل مفهوم الاستدامة، في العام ٢٠٢٣ حصل على شهادة لاستوديوه كمرسم مستدام.
فنان مثل هاشل اللمكي يضع البيئة والإهتمام بها في قمة أولوياته كان من المهم أن يطبق تلك النظريات علي أرض الواقع وليس فقط بشكل نظري حيث نجح في ٢٠٢٣ في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون والبصمة الكربونية في الاستديو الخاص به طنًا من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بـ ٢١.٧ طنًا في عام ٢٠٢١، مما يشير إلى انخفاض بنسبة ٢٥.٣%. ويقول اللمكي: "هدفي هو العمل بنشاط نحو ممارسة فنية ونهج لأنشطة الاستوديو الخاص بي يتوافق مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ وهدف اتفاق باريس".
يؤكد اللمكي أنه يسعى إلى استخدام ألوان طبيعية مستخلصه من النباتات، و صخور و بعض المعادن بالاضافة إلى الألوان الزيتية التي كان يستخدمها في السابق. يسعى لابتكار فرشاة وأدوات مستدامة للرسم.
عاد اللمكي إلى أبوظبي وبدأ في استكشاف كيفية استجابة الأصباغ للأسطح المختلفة، ودمج المنسوجات خارج القماش، والعمل على وسائط مختلفة مع الأصباغ الطبيعية. يشير إلى أنه ممتن لتلك الفترة من حياته ودراسته في الخارج، حيث تعلم أهمية العمل المشترك مع الفنانين المحليين وتبادل الأفكار معهم.
يشير اللمكي إلى مدينة العين كمصدر إلهام، حيث أدرك أن المدينة التي نشأ بها كانت سبباً للكثير مما تعلمه عن الطبيعة. وتعد البيئة هي المحيط الحيوي للإنسان وأهميته في استخدام الفن بوصفه مدخلا لتنمية الوعي الجمالي بالفن البيئي، من خلال ارتباط فكرة الإبداع في الأعمال الفنية، لما يتضمنه من توظيف جمالي فضًلا عن تطويع البيئة باستخدام الآليات والتقنيات لتجميل المكان ولتنمية المتطلبات الانسانية سواء كانت تربوية أم اجتماعية لأن البيئة والفن والإنسان يلتقون في النهاية بشكل او بأخر.
وتعد البيئة هي المحيط الحيوي للإنسان ومن هنا تنبع أهمية الفن بوصفه مدخلا لتنمية الوعي الجمالي بالفن البيئي، وارتبط الفنانون بالطبيعة والاستلهام منها للتعبير عمّا بداخلهم من مشاعر، لم يقتصر الأمر على ذلك بل كانوا على مقربة من القضايا المتعلقة بالناس وحياتهم والطبيعة التي ارتبط بها الفنانون والتي تحدق بها اليوم مخاطر كثيرة منها أزمة المناخ والتغيرات البيئية التي لعبت دوراً في تدهور التنوع البيولوجي.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.