من السهل أن تكون ناجح ولكن أن تكون خبيرا لابد أن تخوض تجارب

لازلت أتذكر كبشة من البذور وأنا امسكها بيدي وأخذ منها ۳ حبات لأضعها بالحفرة الصغيرة  وأنا استلم التوصيات من والدي أن أحافظ عليها وأن أضع ثلاث بذرات في كل ثقب .. كان هو يثقب الأرض بعصى ونحن الأخوة نضع البذور في الثقوب التي يصنعها في الأرض عمل ممتع بالنسبه لنا، ما زلت أذكر تلك الأيام كنت لم أتجاوز ست سنوات وهذا العمل كنا نقوم به على مستوى العائلة في موسم الزراعة وفي موسم الحصاد أيضًا يجمعنا والدي لنذهب معه إلى المزرعة ونقطف ما كان  من ثمار ونضعها في صناديق ليحملها على متن السيارة ويأخذها لسوق بيع الخضار في دبي هكذا كان الحال مع جميع العوائل في إمارة الفجيره نزرع في الموسم ونحصد وقت الحصاد مع عوائلنا.

كبرنا على الزراعة مع الأهل والبيئة الخضراء الغنية من هذا المنطلق اخترت دراسي واكملت في المجال الزراعي وتخرجت وعملت في البلدية في قسم البيئة.

لطالما حلمنا بالتميز وتحقيقي المركز الأول في كل المجالات، ولكي نحقق المركز الأول في القطاع البيئي لا بد لنا من أساس معرفي لما يدور حولنا في القضايا البيئية والتحديات التي تواجهه بيئتنا، فبدأت بتغيير الفكر والسلوك في التعامل مع البيئة ثم تكوين الأساس المعرفي من خلال  التحاقي بالتدريس الجامعي.

وفعلا وحصلت على هذه الفرصة بأن أكون أستاذ محاضر في الجامعه لمادة علوم البيئة، واجهت صعوبة بين الأسره وتربية الأبناء وبين شغفي في الحصول على المعرفه البيئية، ولكني استمتعت طيلة الخمس سنوات.

ثم استعانت بي جامعة الفجيرة أيضًا لتدريس مادة العلوم البيئية لمدة عام.. كما تواصلت معي جمعية الفجيرة الثقافية وطلبت مني أن أكون جزءاً منهم وأدير لجنة الاستدامة لهم من أجل تقديم المعرفة للمجتمع المحلي في مجال البيئة

واليوم أحس  أني بنيت اساسًا قويًا من الخبرة والمعرفة في  البيئة سواء كان كعلم أو خبرة في بيئة الامارات، ومن هنا قررت أن اسخر علمي في نشر الوعي البيئي لدي كافة شرائح المجتمع لأن العمل المكتبي وحده لا يؤدي الغرض في مواجهة التحديات البيئية بينما يكمن الأساس بزرع فكر علمي  لدى الأفراد والمختصين حتى نمكنهم من تغيير سلوك التعامل مع مواردهم البيئية.

من هذا المنطلق أخرجت كتب في المجال البيئي يركز على الموارد المائية أردت بهم فتح البصيرة المعرفية والتوجه نحو تغيير السلوك في حفظ المورد لتحقيق الأمن البيئي، حيث يعرض الكتاب دور دولة الامارات في تحقيق الأهداف التنمية المستدامة.

ونتيجة لهذه الخبرة حصلت على جوائز كثيرة حصلت على جائزة المرأة الأكثر تأثيرًا في الإمارات في المجال البيئي وجائزة أفضل فئة في خدمة المجتمع (سفيرة التواصل الاجتماعي)، وجائزة أفضل ۲۳ رائدة إماراتية في مجال الابتكار والبيئة.

 أنا  شخصية علمية تستخدم الحجة والمنطق لنشر الثقافة البيئية، ولهذا تيقنت أن الخبرة لا تتحقق إلا بالتجربة العملية.