The Climate Tribe Logo
  • /
  • اقرأ/
  • مقابلة/
  • علي عبده: رحالة البيئة ورافع راية الاستدامة
مقابلةإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤

علي عبده: رحالة البيئة ورافع راية الاستدامة

اعتماد حلول مستدامة وصديقة للبيئة، ضروري للحد من انبعاثات الكربون والتلوث

من خلال مبادرة "الرحلة إلى ٢٠٣٠" نجح علي في تسجيل أربعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس العالمية 
المصدر: علي عبدهمن خلال مبادرة "الرحلة إلى ٢٠٣٠" نجح علي في تسجيل أربعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس العالمية المصدر: علي عبده

في أحد أيام الصيف الحارقة، قرر علي عبده، الحاصل على درجة الماجستير في الإدارة الاستراتيجية، أن يسلك طريقاً غير تقليدي لمواجهة التحديات البيئية. ترك علي وظيفته كمدير للمسؤولية المجتمعية في إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى، ليبدأ رحلته في عالم الاستدامة والتحديات والفرص.

بدأت قصة علي مع البيئة من خلال شغفه بركوب الدراجات النارية، حيث اكتشف تأثير التغير المناخي وتدهور البيئة أثناء تجوله في مصر. يقول علي: "بدأت هواية ركوب الدراجات النارية منذ حوالي ١٢ عامًا كهواية تهدف إلى زيارة أماكن مختلفة والتعرف على ثقافات وعادات وتقاليد متنوعة. خلال رحلاتي على الدراجة النارية في جميع أنحاء مصر، لمست بشكل مباشر التأثير المتزايد لتغير المناخ وتدهور البيئة والتأخر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة."

هذه التجارب قادته إلى التركيز على رفع الوعي بالتنمية المستدامة، وخاصة فيما يتعلق بتغير المناخ والنقل المستدام. يؤمن علي بأن "اعتماد حلول مستدامة وصديقة للبيئة، مثل المركبات الكهربائية، ضروري للحد من انبعاثات الكربون والتلوث". ويرى أن "تمكين الشباب وإشراكهم في العمل المناخي هو الأساس، فهم الفئة الأكثر تضررًا من تغير المناخ، وهم أيضًا من يملكون القدرة على إيجاد حلول فعّالة."

في عام ٢٠٢٠، أسس علي مبادرة "الرحلة إلى ٢٠٣٠" التي تهدف إلى زيادة الوعي بأهداف التنمية المستدامة وتعزيز حلول النقل المستدامة من خلال رحلاته على الدراجة الكهربائية. سجل علي أول رقم قياسي في موسوعة غينيس العالمية في مدينة العلمين الجديدة لأطول مسافة قيادة دراجة كهربائية خلال ٢٤ ساعة. كان الهدف من ذلك رفع الوعي بأهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووزارة البيئة ووزارة الشباب والرياضة.

تم اختيار الرحلة إلى COP ٢٨ كواحدة من أهم مبادرات العمل المناخي في العالم 
المصدر: علي عبدهتم اختيار الرحلة إلى COP ٢٨ كواحدة من أهم مبادرات العمل المناخي في العالم المصدر: علي عبده

وفي عام ٢٠٢٢، شارك علي في يوم البيئة العالمي بجولة على دراجة كهربائية حول مدن الدلتا والقناة، لتسليط الضوء على أثر تغير المناخ على تلك المناطق، وتم اختيار رحلته كواحدة من أهم 5 أنشطة عالمية في الحفاظ على كوكب الأرض من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

يواجه علي العديد من التحديات في عمله البيئي، أبرزها هو الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ الأنشطة على نطاق واسع. إذ يقول: "التحدي الأكبر لأنشطتي هو الحصول على التمويل اللازم للتنفيذ بشكل واسع. معظم الجهات الداعمة اعتادت على دعم أنشطة يتم تنفيذها في مكان ثابت لمدة قصيرة، لكن عرض فكرة رحلة تمتد لشهر أو اثنين عبر عدة دول هو أمر غير سهل التقبل عند عدد من الجهات."

يواجه علي أيضًا تحديات لوجستية، مثل التأشيرات والتصاريح لتنظيم رحلات عبر الحدود. لكنه يتغلب على هذه التحديات من خلال الحوار البناء وتقديم الحقائق العلمية والدراسات التي تدعم أهمية العمل المناخي.

عمل علي في مجال البيئة تطلب منه الكثير من التضحيات الشخصية. "يتطلب العمل في مجال البيئة الكثير من الوقت والجهد والبحث والتواصل مع العديد من الجهات والكيانات المختلفة وتصميم القصص والأنشطة، مما قد يؤثر على الحياة الشخصية." علي قرر مؤخرًا الاستقالة من وظيفته للتفرغ بالكامل لهدفه البيئي، لما يجده من نتائج تتحقق على أرض الواقع.

علي عبده يواصل رحلته على الدراجة الكهربائية، حاملاً رسالته البيئية إلى مختلف المدن والبلدان، ملهماً الجميع لاتخاذ خطوات نحو مستقبل مستدام. من خلال مبادرة "الرحلة إلى ٢٠٣٠"، نجح الناشط البيئي علي عبده في تسجيل أربعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس العالمية، مما ساعد في رفع وعي الملايين حول قضية التغير المناخي عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. علي لا يتوقف عند الأرقام القياسية، بل يسعى جاهدًا لتمكين الشباب وإلهامهم ليصبحوا قادة في مجال البيئة.

أكثر ما أفتخر به هو التأثير الإيجابي الذي أحدثته على الشباب، وإلهامهم ليصبحوا جزءًا من الحل.

يروي علي بفخر: "تم تكريمي بلقاء فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر المناخ COP٢٧، وتم تكريمي من جامعة الدول العربية كقائد للاستدامة في الوطن العربي. كما تم اختيار 'الرحلة إلى COP٢٨' كواحدة من أهم مبادرات العمل المناخي في العالم."

أعظم إنجازات علي هو التأثير الإيجابي الذي أحدثه على الشباب، ملهمًا إياهم ليكونوا جزءًا من الحل في مواجهة التحديات البيئية. يقول علي: "أكثر ما أفتخر به هو التأثير الإيجابي الذي أحدثته على الشباب، وإلهامهم ليصبحوا جزءًا من الحل. وتظل 'الرحلة إلى قمة المناخ ٢٧' هي أكبر تحدٍ قمت بتحقيقه حتى الآن. خلال تلك الرحلة، قدت دراجتي لمسافة ١٣ ألف كيلومتر، زرت خلالها جميع محافظات مصر في ٣٠ يومًا لرفع الوعي بالتغيرات المناخية، وتم تسجيلها في موسوعة غينيس العالمية كرقمين قياسيين."

يتطلع علي عبده إلى المستقبل بتفاؤل ورؤية واضحة. مبادرته "الرحلة إلى ٢٠٣٠" تتضمن "الرحلة إلى مؤتمر المناخ"، وهي سلسلة من الرحلات التي تهدف إلى رفع الوعي بالقضايا البيئية. "خلال هذا العام، ننطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة المستضيف لمؤتمر المناخ ٢٨ إلى دولة أذربيجان المستضيف لمؤتمر المناخ ٢٩، مرورًا بعدد من الدول بينهما. نعمل أيضًا على زيادة أنشطة المبادرة خلال العام ليكون لدينا كل شهر نشاط في مدينة مختلفة بهدف مختلف مصمم خصيصًا لتلك المدينة."

فرؤية علي طويلة المدى تتمثل في تحقيق مجتمعات واعية بأهمية التنمية المستدامة، حيث يكون لكل فرد دور فعال في تطبيقها. يوجه علي نصيحته لكل من يرغب في أن يصبح ناشطًا بيئيًا قائلاً: "أنصحهم بالبحث والتعلم عن القضايا البيئية التي تثير اهتمامهم، والانضمام إلى منظمات أو مجموعات تعمل في هذا المجال. من المهم أيضًا أن يكونوا مبدعين في طرق نشر الوعي والتأثير على الآخرين، وأن لا يستسلموا أمام التحديات والصعوبات. كل عمل صغير يساهم في حماية كوكبنا له أثر كبير."

وفي الختام، يتضح أن علي عبده يستمر في رحلته الملهمة، متحديًا العقبات، وساعيًا نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع. مبادرته ليست مجرد رحلات على الدراجة الكهربائية، بل هي رسالة قوية للعالم بأن التغيير ممكن، وأن كل فرد يمكن أن يكون جزءًا من الحل.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٥ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط