عاشت حياة استثنائية جعلت منها بطلة للأرض
هبة الفرا فلسطينية عاشت حياة استثنائية حتى أصبحت بطلة الأرض
فلسطينية من مواليد ليبيا، عاشت مدة من حياتها هناك وبعد وفاة والدها تركت البلد وذهبت لموطنها الأصلي في غزة وبالتحديد مدينة خان يونس، أثناء طفولتها كانت تهتم كثيرًا بالتعرف على كل ما يدور حولها أو ما يدور حول الإنسان بشكل عام؛ من نباتات وحيوانات ومناخ وتغيرات بيئية فكانت "صديقة الأسئلة" الخاصة بالبيئة، اهتمامها كان متزايدًا بالأنشطة والمخيمات التي لها علاقة بالبيئة مثل تنظيف الشوارع والشواطئ والزراعة وإعادة التدوير، فكانت من أوائل الناس اللي تقبل عليها، رغم أن وقتها لم يكن الموضوع منتشرًا بالشكل أو الوعي الكافي.
ولذلك حتى دخولها الهندسة البيئية لم يكن اعتباطًا رغم حداثته في ذلك الوقت، ففي البداية دخلت هندسة مدني حيث كان مقترحًا أنهم سيقومون بفتح قسم للهندسة البيئية، فقبلت أن تدرس هندسة مدني سنة ومن ثم تحول السنة التالية على تخصص الهندسة البيئية وقت افتتاحه .. فلم يكن لديها مشكلة في أن تتأخر سنة لتدرس ما تحب، حتى كانت الفلسطينية هبة الفرا ضمن أول دفعة تتخرج من هندسة البيئة من الجامعة الإسلامية على مستوى قطاع غزة بأكمله.
لم تقف أحلام هبة عند التخصص فقط بل وصل إلى رغبتها في إحداث التغيير في مجال البيئة، فكانت على تطلع مباشر للأنشطة والمسابقات التي تصير على مستوى العالم، فوقع أمامها بالصدفة مسابقة نظمتها الأمم المتحدة لتقييم أشخاص من الممكن أن يخلقوا تأثيرًا أو يكونوا محركًا في مجال تخصصهم البيئي، فتقول هبة " قدمت الطلب واستمرت المراسلات والمقابلات التي كانت تمتد أحيانًا لساعات وبعد اختبارات ومقابلات عديدة وصلت للنهائي وتم ترشيحي لمنطقة غرب اسيا لآن أكون بطلة الأرض".
ما قدمته هبة الفرا لتستحق الحصول على هذا اللقب هو برامج تدريبية وتأهيلية وتوعوية وورش عمل لرفع الكفاءات وإحداث تغيير في السلوك مختصة بالنساء العاملات وغير العاملات والمهندسات وغير المهندسات ولطلاب المدارس وللمهتمين وغير المهتمين تحت عنوان "المرأة في الطاقة والبيئة".
حيث قامت بتدريب مجموعة كبيرة منهن وربطهن بالبيئة من خلال مختصين في مواضيع عن التغير المناخي وكيفية تقليل البصمة الكربونية والطاقة المتجددة وإعادة التدوير، وكيفية استخدام بدائل للطاقة المتجددة ، ونجحت في إحداث التغيير وتدريب مجموعة كبيرة منهن لتستحق هبة اللقب عن جدارة.
ولماذا المرأة بالتحديد التي اختارتها لتكون المحور الأساسي في برامجها؟ لأنه من وجهة نظرها أن كل شيء يبدأ من عنده، فالمجال البيئي وقتها كان يفتقر إلى المرأة، وهذا ما تطبقه أيضَا على نفسها فتحرص هبة كأم أن تربي أبنائها على أن يكونوا أبطالًا للأرض تعليمهم بعض المباديء حتى الألعاب تحت هذا المبدأ.
هبة التي غادرت قطاع غزة في ٢٠١٢ قبل سنوات من حصولها على اللقب والمقيمة حاليًا في الكويت، من وقت تخرجها وبعد حصولها على اللقب وهي تعمل في مجال البيئة، ترشحت كعضو المجلس الأعلى لابتكار والابداع لدولة فلسطين ورئيس قسم اللجنة البيئية لاتحاد المهندسين العرب، وبعد فترة كورونا ركزت أكتر على فكرة المشاريع في الكويت وخارجها عن إعادة تدوير إطارات السيارات وأساليب الزراعة المستدامة وتركيب وتشغيل محطات ألواح شمسية، وكفاءة الطاقة والمباني الخضراء من خلال مشاريع قادتها ومشاريع أخرى شاركت فيها ضمن فريق.
كون هبة بطلة الأرض سألناها عن أبطال الأرض من وجهة نظرها فتقول"هم القادرون على العيش بأقل الإمكانيات بشكل مستدام، مثال على ذلك سكان غزة في الوقت الحالي غير موجود عندهم لا كهربا ولا مياه ولا أدنى مقومات الحياة ولكن مع ذلك استطاعوا أن يخلقوا حياة ويخلقون حلولًا مستدامة بأقل الإمكانيات، لجاؤوا لألواح الطاقة الشمسية ومنهم طفل لقب بنيوتن لاستطاعته أن يولد كهرباء عن طريق طاقة الرياح، وكذلك مشاكل المياه قاموا بحفر أبار ونقوها بأساليب ترشيح وفلترة، هي بدائية فعلا ولكن مبدأها العلمي صحيح .. فهم أبطال الأرض الحقيقيون لأن البيئة فعلًا جزء منهم".
هبة كونها امرأة فلسطينية عاشت بظروف استثنائية كل هذا شكل درجة من المسؤولية وصلت لها وصارت واضحة أمامها "ما بينفع أكون اليوم شخصًا بلا هدف أو موجود عبثي أو يفكر بمنظور سطحي جدًا .. نحن خلقنا حتى نوري للعالم ما معنى أن تكون مسؤولًا".
فكل هذا غير نظرتها للحياة وانعكس على عملها، فقررت أن تكون إمرأة فلسطينية تعمل في مجال الطاقة والبيئة وتحدث التغيير وبطلة للأرض.
الأكثر شعبية
بين مفاهيم خاطئة وأنواع مهددة بالانقراض.. حياة أسماك القرش وتأثيرها على الوضع البيئي
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.