خلاصة ربع قرن استمدها من حياته وزرعها في أولاده وكتابه

تمنى لو كان موسيقيًا ومؤديًا على المسرح، فهو موهوب في العزف على الجيتار والبيانو والدرامز ودائمًا ما يعزف الموسيقى في البيت وفي المناسبات العائلية مع أولاده الذين ورثه منه هذه الموهبة، ولكنه وعلى حسب تعبيره لم يكن يعلم أن الله قد وضعه على مسرح أكثر أهمية لخدمة الإنسانية، فالدكتور راشد محمد كركين المبتكر الإماراتي والمهندس الكيميائي الحاصل على درجة الدكتوراه في البيئة والصحة من جامعة حمدان بن محمد الذكية، له إنجازات بيئية تدرس منذ أن بدأ شغفه بحماية البيئة والتنمية المستدامة يتطور في كل مرحلة من حياته.

 ومن بعدها أخذ يتدرج في المناصب، أتيحت له الفرصة للعمل والمساهمة في الدراسات والرقابة وإدارة المشاريع البيئية، وصياغة السياسات البيئية، خبرة لمدة ٢٥ عامًا قرر أن يضعها في كتاب كل فصل منه يمثل قصة حقيقية تعرض لها وسماه بـ"قادة التنمية المستدامة".

 فيقول د.راشد كركين عن قصة إنشاء الكتاب "شعرت بالمسؤولية لنقل المعلومات الصحيحة والشفافة حول التنمية المستدامة وحماية البيئة للمجتمع والعالم، بدأت بمقاطع فيديو قصيرة كمبادرات توعية، لاحقًا، قررت توثيق هذه الفيديوهات بشكل منهجي، والطريقة الأنسب كانت جمع كل هذه المعلومات في كتاب، فكرت في عنوان "إدارة المشاريع البيئية" للكتاب، لكن كلما كتبت أكثر، لاحظت أن معظم المشاريع تفشل بسبب نقص القيادة، وفشل القيادة يعود إلى ضعف وخلل في "إدارة" الموارد البشرية".

لذلك قرر أن يسميه بـ"قادة التنمية المستدامة" فيكمل "استغرق كتابة الكتاب عامين، وهو مبني على خبرتي التي تزيد عن ٢٥ عامًا في مجالات الهندسة وإدارة المشاريع البيئية والأكاديمية والبحثية والقيادية. باختصار، يغطي الكتاب أساسيات التنمية المستدامة، المساواة العالمية، الاستدامة البيئية، الأمن الغذائي، قيادة التنمية المستدامة، إخفاقات القيادة، إدارة المشاريع البيئية، والفساد البيئي والفساد في الموارد البشرية".

أما عن الفئة المستهدفة "يتناول الكتاب بشفافية سبب فشل مشاريع التنمية المستدامة، وهو غالبًا مرتبط بفشل قيادات التنمية المستدامة. لذلك، سيكون من الصعب على الأشخاص الذين يشغلون حاليًا مناصب قيادية في التنمية المستدامة قبول ذلك، لأنه يعني الاعتراف بالفشل، لذا، فإن الفئات المستهدفة هي في المقام الأول فئة الشباب الذين لديهم شغف بإحداث تأثير إيجابي لأنفسهم ولمجتمعاتهم".

 إذا قسمنا عنوان الكتاب .. "قادة التنمية المستدامة " نجد أن الدكتور راشد كراكين يعرف التنمية المستدامة بأن النقطة الرئيسية بها هي "شمولية الناس دون استثناء" أما عن كلمة "قادة" فيعرفها " بمجرد أن نفهم أن أي قرار نتخذه "اليوم" سيؤثر على الأجيال القادمة، فإننا نسير في الاتجاه الصحيح".

 كما إنه يطبق  عنوان الكتاب ومحتواه على أبناءه الثلاثة فيقول" محمد، الذي يبلغ من العمر الآن سبع سنوات، شارك في مهرجان العلوم والتكنولوجيا والابتكار الوطني لعام ٢٠٢٤، حيث قدم مشروعه "الأكياس الصديقة للبيئة"، وهي أكياس تسوق قابلة لإعادة الاستخدام ومصممة ومزينة بشكل شخصي لتعكس الثقافة الإماراتية، كما يدعو إلى الاستدامة المرتبطة بأسلوب الحياة اليومي للأطفال في سنه عبر مقاطع الفيديو" .

"أما ابني الآخر، ماجد، الذي تخرج حديثًا من الثانوية العامة، مشروعه الذي يعمل عليه الآن مع أخيه الأكبر سامي، هو استخدام الهيدروجين كمصدر نظيف للطاقة لإنتاج الكهرباء، حيث يهدف هذا المشروع إلى خدمة الناس والمجتمعات الذين لا يستطيعون الوصول إلى الكهرباء".

بجانب الكتاب هناك إنجازات يعتز بها كركين متعلقة بالبيئة والمناخ منها جائزة راشد للتفوق العلمي عام ٢٠١٩، ابتكار مسجل في مجال التقاط انبعاثات الكربون من المصادر الثابتة لاستخدامها كمصدر بديل للطاقة، وقد حاز على جائزة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي – تحدي خمسين عام ٢٠٢٠ لمشروع "الاقتصاد الأخضر – غاز ثاني أكسيد الكربون، من التلوث إلى الحل"، كما إنه في الأساس خبير برنامج إعداد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبرنامج إعداد القائد البيئي، ولديه أوراق بحثية علمية قام بتأليفها والمساهمة فيها، منشورة في مجلات علمية دولية.

يقول د.راشد في وصف لحياته في المجال البيئي" لم تنتهِ قصة حياتي بعد. لا زلت هنا، مثابرًا وشغوفًا بالمساهمة في تطوير التنمية المستدامة فعليًا، وأفعل ذلك من خلال ابتكاراتي ونقل المعرفة .. أحارب الفساد بجميع الطرق الممكنة، خاصة الفساد البيئي، وقد كلفني ذلك كثيرًا في مسيرتي المهنية، حيث تفشل المشاريع وتُهدر الموارد بلا فائدة.."

فكل فصل من الكتاب هو في الواقع فصل وقصة حقيقية من حياة راشد كركين المهنية التي أثرت أيضًا على حياته الشخصية، وحرص على أن يطبق كل سطر فيها حتى على أولاده في محاولة لإعدادهم قادة للتنمية المستدامة.