The Climate Tribe Logo
مقابلةأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤

موروث نبيل ذو عزة وشموخ وضارب في الجذور

لقاء مع مربي الطيور الجارحة والصقور سيد السيد ليحكي لنا عن طائر نبيل يحافظ على بيئتنا ويعلمنا القيم

مربي الصقور والطيور الجارحة ورئيس جمعية القناص المصري سيد السيد مع عقاب من نوع الامبريال
المصدر: سيد السيدمربي الصقور والطيور الجارحة ورئيس جمعية القناص المصري سيد السيد مع عقاب من نوع الامبريال المصدر: سيد السيد

ألهمهم للشعر في الصحراء والبادية، تمتع بصفات اعتز بها العرب فهو طير ذو عزة وشموخ يقف دائمًا في أعلى مكان ولا يأكل إلا من صيده وفريسته الذي يختارها وفي الوقت الذي يراه مناسبًا، نبيل لا يهاجم أوكار أو أعشاش الطيور بل لا يصطاد فريسته إلا وهى طائرة حتى يعطيها فرصة للنجاة.

  فالصقور منذ قديم الزمان وهي صاحبة دورًا مهمًا في حياة العربي، إذ كانت رفيقته التي يعتز بها، ووسيلة يعتمد عليها في جلب الطعام، فكانت رابطة قوية بين العرب وبعضهم لبعض جعلتهم يحرصون على إحياء تربيتها وأخذها كأداة صيد حتى يومنا هذا.

 أما المصريون على وجه التحديد فعرفوا الصقر من آلاف السنين ارتبط معهم بالحضارات القديمة، حيث كان أجداد المصريين يرمزون للإله بالصقر كالإله حورس لأنه الطائر الوحيد الذي ليست له جفون،   حتى جاء حفيد من القدماء المصريين أراد يعيد ثقافة تربية الصقارة ويحافظ عليها وعلى استدامتها في بيئتنا.

فالحفيد هو سيد السيد مهنته الأساسية محامي ولكن بدايته في التعامل مع الصقور حتى أصبحت هواية رافقته طول حياته وهو في عمر ۱۱ عامًا عندما كان والده يعمل في البحوث الزراعية وأثناء تواجده في مأمورية خاصة به، وجد صقرًا صغيرًا لا حول له ولا قوة موجود بين الزراعات، أحضره للبيت وأسند مهمة رعايته إلى سيد فيقول “أسندني مهمة رعاية وتأهيل الطير، وظل يتابعني من بعيد، وأثناء مراحل التعامل معه ورعايته تعلقت بالصقور أكثر"

لوحة فنية لأحد الصقور التقطها المصور حمد الغيلاني أثناء تواجده في معرض للطيور والصيد في الدوحة
المصدر: حمد الغيلانيلوحة فنية لأحد الصقور التقطها المصور حمد الغيلاني أثناء تواجده في معرض للطيور والصيد في الدوحة
المصدر: حمد الغيلاني
لوحة فنية لأحد الصقور التقطها المصور حمد الغيلاني أثناء تواجده في معرض للطيور والصيد في الدوحة المصدر: حمد الغيلاني

وبعد سنوات بدأت مهارات سيد تكبر من خلال القراءة وتواصله مع أشخاص لديهم خبرات في المجال أهلته أكثر للتعامل مع الطيور الجارحة، حتى أنه  قرر إشراك بناته في حب الصقور فكانت حولهم في كل مكان في المنزل ودخلوا بها سباقات.

إلى أن جاء عام ۲۰۱٦ وقرر السيد بعد هذه السنوات أن يؤسس جمعية للعمل بطريقة قانونية لتقنين وضع الصقارة والطيور الجارحة ولنشر ثقافة تربية الصقور والحفاظ على استدامتها وإحياء تراث ورياضة الصيد بها، فكانت تحت اسم "جمعية القناص المصري لرعاية الطيور الجارحة" والقناص هنا نسبة لصفة من صفات الصقور حيث أنه يضع فريسته هدف أمامه حتى يقتنصها في الوقت الذي يريده.

فيقول عن مهام الجمعية " باعتبار مصر معبرًا هامًا للطيور الجارحة، أثناء فترة الهجرة في الربيع والخريف وأثناء فترة العبور ذهابًا وإيابًا يحدث مشاكل كثيرة للطيور، نقوم بمعالجتها وتدريبها وإعادة تأهيلها ورفع لياقتها، وبالتدريج يخرج في الأماكن المفتوحة لزيادة سرعته والمرحلة الاخيرة هي الهدد وإعداده حتى يطارد فريسته ويحصل على طعامه، وبعد هذه المرحلة نقوم بتنظيم السباقات لها لنشر ثقافة تربية الصقارة  وكيف هي تاريخ، وفي نهاية الموسم نعيد إطلاقها من جديد لتحلق في السماء".

بسملة السيد أحد أعضاء جمعية القناص المصري، وصقارة شاركت فى عدد من السباقات وفازت في أحد السباقات بالمركز الأول 
المصدر: سيد السيدبسملة السيد أحد أعضاء جمعية القناص المصري، وصقارة شاركت فى عدد من السباقات وفازت في أحد السباقات بالمركز الأول المصدر: سيد السيد

إذا شاهدت لحظات انقضاض الصقور على فرائسها من الطيور ذات البنية الضعيفة أو المصابة بأمراض تيقنت أن الصقر يؤدي وظيفة الشرطي البيئي وبذلك يساعد على استدامة بيئتنا ويشرح لنا أكثر سيد السيد عن الاستدامة فيما يخص الصقور ويقول "العملية تتلخص في إننا لابد إذا أخذنا من الطبيعة أن نعطيها حتى تكون هناك استدامة باستمرار، فهي دائرة مغلقة متعلقة بالنظام البيئي، اليوم أخذت صقور أدربها وأرفع مستواها حتى تتمكن من اصطياد غذائها وغذاء غيرها ثم أطلقها في نهاية الموسم حتى يتم تكارثها".

 فيعتبر الصقر وسيلة ممتازة في أن يوقع الفريسة في شباكه ووسيلة من وسائل صيد الطيور المهاجرة مثل طائر الحباري في المواسم، وفي نفس الوقت وسيلة مقننة تحافظ على البيئة وتضمن استدامة التنوع البيولوجي بعيدًا عن وسائل الصيد الأخرى التي تستنفذ أعداد الكائنات الحية.

والآن ومع دور الصقر البيئي في حياتنا هناك مجهودات من المربي سيد السيد للحفاظ عليه معزز مكرم مثلما ظل وسيظل، حتى في بعض الدول العربية كالخليج محاولات الإحياء مستمرة من خلال مسابقات رياضة الصيد بالصقور باعتبار أن هذه الرياضة غنية بالنجاحات في مجال الصيد المستدام، وفن يتم تعليمه والأهم من ذلك  تجديد الوصال مع تقليد راسخ يغرس فيهم القيم النبيلة الأصيلة، ويحافظ على هوية الإنسان  وصون حياته التقليدية التي عاشها العربي القديم وإعادة التواصل مع جذوره الضاربة في العمق.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٤ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط