"بادر ولا تهدر"… نورة الدوسري تسعي للحد من هدر الطعام وتأثيراته على البيئة

بعد أن أيقنت مدى خطورة وأضرار البلاستيك على البيئة والإنسان، اتخذت نورة الدوسري وهي طالبة جامعية وناشطة بيئية، قراراً بأن تقوم بخطوة جدية للتوقف عن استخدام البلاستيك تدريجياً وابتكار بدائل صديقة للبيئة لحمايتها من التلوث الذي قد يفتك بها، إذا لم يتكاتف المجتمع لمجابهة هذا الخطر، لذا حملت على عاتقها مسؤولية نشر الوعي البيئي بين النشء من خلال برامج وأنشطة وممارسات بسيطة لنمط الحياة اليومي، ومشاركتها لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام لتلفت نظر المهتمين على مستوى الوطن العربي، بكيفية الحفاظ على البيئة باستخدام مواد مستدامة.

ورغم أن نورا طالبة جامعة إلا أنها شغوفة بعلوم البيئة وكل ما يتعلق بها، وما لحق بها من أضرار، ومهتمة بالبحث المستمر عن كل ما يخص البيئة، حيث قالت لنا "كثيراً ما تثير البيئة فضولي منذ الصغر" مشيرا أنها مدينة بالفضل للمدرستها التي تشكل فيها وعيها باللقضايا البيئية المختلفة، وهو ما تشير إليه بقولها "بدأت بالعمل مع جماعة من النشطاء الفاعلون بالمجتمع في المدرسة الابتدائية، وكانت أول مبادرة لي تتعلق بتقليل استخدام البلاستيك" وهو ما أسهم في النظر بدقة وعمق أكثر في تفاصيل جوهرية عن البيئة، وخطر سلوك الأفراد السلبية عليها.

قررت نورة أن تقف بحزم أمام واحدة من أكثر أمام هذه القضية الخطيرة الخاصة بالبيئة في الوطن العربي وهي إهدار الطعام، واستطاعت تأسيس مبادرة لقت صدي واسع في بلدها قطر تحت أسم "بادر ولا تهدر" حيث تقول نورة إن فكرة المبادرة جاءت من خلال بحث قامت بإجرائه بالتعاون مع أحد مصانع الأغذية بالدوحة، للاستفادة من هدر الطعام، حيث تشهد تلك الظاهرة انتشارا كبيرا بين طبقات المجتمع، مؤكدة على أن المبادرة تهدف إلى تعريف الجمهور بطرق صناعة السماد العضوي من بقايا الطعام بالمنزل، وذلك من خلال وضعها في صناديق محكمة الإغلاق، ثم إضافة عليها بعض المواد الكيميائية والتي تقوم بعملية التحول.

وأشارت أنه يتم وضع مواد أخرى تشمل نوعيات من البكتيريا التي تمنع حدوث روائح كريهة أثناء عملية التحلل، حيث تقوم تلك المواد بتحويل الطعام المهدر إلى سماد عضوي خلال فترة من الزمن، تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لافتة إلى أنها تقوم بعقد العديد من الورش بعدد من المراكز ومنظمات المجتمع المدني لنشر تلك الفكرة بين جميع أفراد المجتمع المحلي بدولة قطر.

تري نورة ان الوعي بقضية إهدار الطعام في الوطن العربي قائم، خاصةً أنه يعد من الأمور التي تحث عليه الثقافة الإسلامية والتي تشجعنا على عدم الإسراف، ولكن وبالوقت نفسه يمكننا القول أن الجهود المبذولة في العمل الفعلي علي الارض للحد من تلك الظاهرة لا يزال في حاجة إلى المزيد والمزيد من العمل والجهد التوعوي.

إذاً كيف يمكننا الحد من فقد وهدر الغذاء؟، تشير نورة أنه يمكن اتباع العديد من الإجراءات، منها توعية الناس بأهمية الحفاظ على الطعام، وتشجيعهم على شراء كميات مناسبة وتخزينها بشكل صحيح، ودعم المبادرات التي تهدف إلى توزيع الطعام الزائد على الأشخاص المحتاجين.

نورة مازالت في بداية مشوارها بالعمل البيئي والتي تسعي فيه لتحقيق المزيد عبر جهودها مع الجهات الرسمية لطرح المبادرات الخاصة بدعم جهود الحفاظ علي البيئة والاستدامة.