The Climate Tribe Logo
مقابلةجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٥

جمعت بين قوة القصة والقضية في آن واحد

فاطمة الحمادي كاتبة ومتخصصة في علوم البيئة، في حوارنا معها شرحت كيف جمعت بين هاتين القوتين في آن واحد

فاطمة الحمادي أثناء مشاركتها في فعالية زراعة أشجار القرم للاحتفاء بيوم العمل المناخي للشباب
 المصدر: فاطمة الحماديفاطمة الحمادي أثناء مشاركتها في فعالية زراعة أشجار القرم للاحتفاء بيوم العمل المناخي للشباب المصدر: فاطمة الحمادي

فاطمة الحمادي، شابة إماراتية جمعتها علاقة خاصة بالمجالات العلمية والأدبية منذ الصغر، مما ساعدها اليوم على الإبداع والمساهمة في كلا المجالين بهدف توعية الشباب بأهمية الحفاظ على ثقافتنا، وبيئتنا، واستدامة مجتمعاتنا.

فهي تعمل كمتخصصة في علوم البيئة والاستدامة وكمحلل للتقييم والتحليل البيئي في هيئة البيئة – أبو ظبي، حيث تساهم في تقييم المشاريع التنموية والمنشآت الصناعية لضمان توافقها مع المتطلبات البيئية.

 ولإيمانها بأهمية الابتكار في توصيل الرسائل البيئية والاجتماعية، أطلقت مبادرة "بطاقات فاطمة للتميز المؤسسي"، داخل هيئة البيئة، حيث تهدي الموظفين المتميزين بطاقات صغيرة بألوان مختلفة تمثل معاني إيجابية.

  ولكن لم يكن هذا شغفها الأول أو الوحيد بل كان هناك شغف مختبئًا بداخلها وهو كتابة القصص القصيرة، هذا الشغف بالكتابة الذي بدأ وهي في سن التاسعة، حيث كانت تهوى قراءة القصص الخيالية. وبما إنها متخصصة الآن في علوم البيئة والاستدامة حرصت من خلال كتابتها على غرس القيم البيئية والثقافية، وأن تعكس خبرتها في هيئة البيئة من خلال الكتابة. ولكنها اختارت هذه الكتابة أن تكون موجهة في المقام الأول للأطفال، كتبت قصصًا للأطفال عن البيئة لإيمانها بأن التوعية البيئية تبدأ منذ الصغر.

 فتقول الكاتبة فاطمة الحمادي "مع تقدمي في العمر، بدأت أُدرك أهمية تسخير الكتابة كوسيلة لنشر الوعي والتأثير الإيجابي، خاصة في المجالات التي تهمني، ركزت في إصداراتي الأخيرة، على إبراز القضايا البيئية وغرس القيم المستدامة في نفوس الأطفال بطريقة مشوقة وسهلة الفهم".

 لقاء فاطمة الحمادي بسعادة الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، وإهدائه إصدار قصة الغافة السحرية
 المصدر: فاطمة الحمادي لقاء فاطمة الحمادي بسعادة الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، وإهدائه إصدار قصة الغافة السحرية المصدر: فاطمة الحمادي

 من بين مؤلفات فاطمة التي عكست البيئة والاستدامة أو التراث قصة (الغافة السحرية) وقصة (برقع جدتي العجيب)  فتقول عن الغافة السحرية" تُركّز على التراث البيئي الإماراتي من خلال شجرة الغاف، رمز الصمود والاستدامة، وتُقدّم مفاهيم بيئية مثل أهمية التشجير والحفاظ على الموارد الطبيعية بطريقة خيالية، فعبر المغامرة التي تخوضها بطلة القصة تكتشف أنها تمتلك موهبةً وأنها مميزة كشجرة الغاف".

وتكمل" يُميز الغافة السحرية هو قدرتها على المزج بين الرسائل البيئية والتراث الثقافي بأسلوب ممتع وسهل الوصول إلى الأطفال، ما يُساعدهم على استيعاب أهمية الاستدامة بشكل غير مباشر، أردتُ من خلالها أن يشعر الأطفال بالارتباط بالأرض التي يعيشون عليها، وأن يُدركوا أن لكل عنصر طبيعي قصة تستحق أن تُروى وتُصان".

 خلال مقابلة فاطمة لمعالي د. آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وإهدائها إصدار الغافة السحرية الجديد
المصدر: فاطمة الحمادي خلال مقابلة فاطمة لمعالي د. آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وإهدائها إصدار الغافة السحرية الجديد المصدر: فاطمة الحمادي

أما عن قصة البرقع العجيب فهي قصة تراثية فازت فيها بالمركز الأول على مستوى الدولة تقول عنها  “ القصة نابعة من رغبتي في دمج التراث الإماراتي مع الخيال، وبأهمية تسليط الضوء على رموز التراث الإماراتي، مثل البرقع، الذي يُعتبر جزءًا من هوية المرأة الإماراتية وجمالها التقليدي.. يرمز عنوان القصة إلى الحكمة المتوارثة من الأجداد، والتقاليد التي تحمل في طياتها قصصًا وتجارب ملهمة".

 من وجهة نظر فاطمة، أن  كلمة "حدوتة" أو "قصة" مرتبطة بالأطفال على وجه الخصوص لأن القصة كانت دائمًا جزءًا أساسيًا من عالم الطفولة، حيث تُعتبر وسيلة فعّالة للتعليم والتوجيه بأسلوب مُشوّق.

 فهي تُوفّر للأطفال مساحة آمنة للحلم والتخيل، حيث يُمكنهم عيش المغامرات والتعلم من التجارب دون التعرض للخطر، وليست مجرد تسلية، بل هي أداة تواصل وتغيير، وهذا ما يجعلها تستمر في التأثير مهما تقدمنا في العمر.

فتقول فاطمة "عندما أكتب قصصًا للأطفال، أفكر دائمًا في الرسالة التي أريد إيصالها والطريقة التي ستُلامس قلوبهم وتُحفّز خيالهم. أضع نفسي مكان الطفل وأتساءل: كيف سأجذب انتباهه؟ وكيف سأجعل القصة ممتعة ومؤثرة في الوقت ذاته؟"

وتكمل "أثناء الكتابة، أركز على غرس قيم مهمة مثل حب البيئة، المسؤولية، مع إبراز جمال تراثنا وهويتنا الثقافية، أعتبر كل قصة فرصة لزرع فكرة إيجابية أو تعزيز سلوك مستدام يُساعد في بناء جيل أكثر وعيًا". طقوس فاطمة في الكتابة أيضَا لها علاقة بالطبيعة والبيئة فهي تكتب لنا وتكتب للأطفال وهي جالسة  في الطبيعة.

 حيث تجد الإلهام في تفاصيلها الهادئة وصوت الرياح وأغصان الأشجار، الطبيعة تُحفّز أفكارها وتجعلها تشعر بالارتباط بما تكتب عنه، خاصة وأن معظم قصصها تدور حول البيئة، وتستوحى منها قصصها وأفكارها. فتحمل دفترها وأقلامها وتجلس تحت الأشجار، التي تذكرها دومًا حسب ما قالت بأهمية الصمود والاستدامة.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
وقت القراءة٤ دقائق
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط