اتبعت شغفي لاستكشاف المحيطات، وغيّر ذلك حياتي
إسراء الحوسني، غواصة بيئية وناشطة في مجال البيئة البحرية.
نشأت على ساحل مدينة خورفكان التي تتسم بجمال شواطئها وقضيت طفولتي في الماء ، نشأنا على حب البحر وحتى رحلاتنا العائلية كانت ولازالت على شواطئ البحر نمارس فيها السباحة منذ الصغر فكان والدي رحمه الله يأخذنا إلى الشاطئ ، لذلك كان لدي دائمًا اتصال عميق جدا بالمحيطات، ولكن بما أن مجتمع الإمارات مجتمع محافظ لم أكن أتجرأ بأن استكشف أعماق البحار مدينتي، كنت أذهب بعيدا لشواطىء دول أخرى واتقرب من الحياة البحرية. و في بداية مسيرتي المهنية، اتجهت إلى التكنولوجيا، ثم إلى هندسة البرمجيات، وكنت أعمل في إدارة المشاريع الهندسية لمدة 12 عاما عندما قررت أخيرا أن أخوض تجربة الغوص في أعماق مدينتي. شعرت حقا بمتعة الغوص كانت تجربة مميزة جدا لأني هذه المرة شعرت بالانتماء لقد أظهر لي ذلك فرصة الاتصال بالطبيعة والمحيطات التي أنتمي لها. فالغوص في بلادي يشعرني بالمتعة أكثر حتى لوكان المرجان والتنوع البحري في بلادي محدود ولكن رؤيته تشعرني بالسعادة أكثر.
الحقيقة هي أنني لم أكن أعرف الكثير عن أعماق المحيط من قبل. مثل كثير من الناس، لكن كان لدي اتصال بالمحيط،. كلما ذهبت برحلة غوص، كان من المذهل معرفة مدى قلة ما نعرفه عن أعماق المحيطات. ٧١% من الأرض مغطاة بالمحيطات، ولم نستكشف سوى ٥% منها . عندما اذهب في رحلات الغوص مع المركز المعتاد وهنا أوجه كل الشكر والتقدير لمدربي الذي قام بتدريب وتطوير مهاراتي فعندما تجتمع الاحترافية مع الإخلاص بالعمل وحب البيئة في المدرب تكون النتيجة طالب شغوف يحب بيئته حريص على تطوير مهاراته واستكشاف المزيد. فقد كنت في كل رحلة أرى مخلوقات سحرية وموائلها في الأعماق، والكثير من الناس لا يعرفون حتى بوجودها! العديد من أجزاء الأعماق هي حقًا عالم غريب. و كنت أرى تأثير الإنسان السلبي على الموارد البحرية، فكنت أزيل و أوثق وجود أدوات الصيد المهملة في المياه و أري الناس في وسائل التواصل الاجتماعي الآثار السلبية التي قد تسببها المهملات البلاستيكية في قاع المحيط، فنحن بحاجة إلى أن نري الناس ذلك ليتضح لهم أهمية المحيطات، ولماذا يجب علينا الحفاظ عليها وحمايتها. حجم التلوث البيئي البحري يعتبر قضية هامة. والحمد لله في دولة الإمارات العربية المتحدة هناك وعي وجهود مستمرة للحفاظ على نظافة المحيطات والبحار والحفاظ على الحياة البحرية.
وفي بداية مسيرتي بإلهام الناس للاهتمام بالمحيطات والرغبة في إحداث فرق كلفني نادي الرياضات البحرية في مدينتي بتشكيل فريق نسائي للغوص الذي بدوره يخلق بيئة آمنة للنساء الإماراتيات لممارسة رياضة الغوص والمشاركة في جميع حملات تنظيف البحر في الدولة فعلت ذلك لأني كنت شغوفه بهذا منذ أن كنت صغيرة.
كنت دائما ما أشعر بالحزن بأني لم أكتشف شغفي عند اختياري لتخصص الدراسة في الجامعة واتجهت لدراسة تخصص بعيد عن شغفي، أنا بالتأكيد مثل أي شخص لم يدرك أن شغف الطفولة قد يكون وظيفة؟
ولكني الآن محظوظة لأن علمي وشغفي اجتمعا وأستطيع أن أحدث فرقا في مجال الاستدامة البحرية التكنولوجية وتوظيف التكنولوجيا لخدمة البيئة البحرية، وأنا الآن استكشف وأبحث في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي بما يخدم مشاريع استزراع المرجان التي أيضا كانت سببا رئيسيا بادراك الشغف الذي أنا فيه، فقد قمت مع مجموعة من الغواصين البيئيين بتأسيس جمعية غير ربحية تختص باستزراع المرجان ونقوم بعدة رحلات وورش عمل للطلاب والمتطوعين حول أهمية المرجان.
إن التفكير في أنني أستطيع بالفعل استكشاف أعماق المحيط والمشاركة في كل هذه المجموعات التي استمتعت بها عندما كنت طفله هو أمر لا يمكن تصوره كان مجرد حلم بالنسبة لي، أنا فخورة بما وصلت إليه ، فخورة جدا باني ادركت شغفي أخيرا.
والآن أرى نفس الشيء يتكرر مع أبنائي واصدقاؤهم فقد قمت بالتأثير عليهم بشكل غير مباشر و أصبحوا يهتمون باستكشاف المحيطات ويتحدثون لأصدقائهم بأهمية تنظيف الشواطئ ، انه لأمر رائع أن نرى الأطفال مفتونين بالبحر والبيئة من حولهم. وأطلب من جميع الآباء بمساعدتنا ونشر الوعي بنفس النهج والطريقة، فالشخص يبدأ بنفسه أولا لينشئ طفل واعٍ فكرياً وحريص على المحافظة على البيئة، فأطفالنا اليوم هم جيل المستقبل.
نصيحتي للجميع، إذا كنت تبحث عن الإنجاز، فتأكد من وجود التركيز وحب التعلم، وتذكر أن كل ذلك يتوافق مع شغفك.
أعتقد أن الكثير من الناس لديهم هذا التشويش، حيث لا يستطيعون التفريق بين المسار التقليدي أو اتباع احلامهم.
بالطبع نقوم باختيار مايتناسب مع مسيرتنا المهنية، ولكن الشغف هو كل شيء.
الأكثر شعبية
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.