شرايين الأرض النابضة

تُعد أنهار العالم شرايين محيطنا الحيوي، إذ تضخُّ المياه العذبة التي تمنح الحياة وتُشكّل النظم البيئية عبر أرجاء الكوكب. ويعتمد أكثر من ملياري إنسان بشكل مباشر على الأنهار لتأمين مياه الشرب، كما تُشكّل هذه الأنهار عصب الزراعة العالمية، وتوفّر موائل طبيعية لأكثر من 10% من مجمل الكائنات على وجه الأرض.

وفي إيران، تُغذّي الروافد النهرية بحيرة "مهارلو"، التي تتحوّل في مواسم محددة إلى لون ورديّ أخّاذ بفعل تكاثر الطحالب المحبة للملوحة، لتصبح ملاذًا بيئيًا بالغ الأهمية للطيور المهاجرة كالنخام الوردي والبط والكركي والبجع.

غير أن التلوث الكيميائي والصناعي، إلى جانب التطرف المناخي الناجم عن أزمة المناخ، باتت تقوّض صحة الأنهار حول العالم.  فخلال خمسين عامًا فقط (1970–2020)، تراجعت أعداد الكائنات الحية في النظم البيئية للمياه العذبة بنسبة 83% في المتوسط. كما يتسبب غياب الوصول إلى مياه شرب آمنة بأكثر من 1.4 مليون حالة وفاة سنويًا، فيما تجفّ أكثر من نصف أكبر بحيرات العالم وخزاناتها المائية. وتبرز بحيرة "مهارلو" كمثال صارخ على هذا التراجع، بعد أن تقلصت مساحتها وانخفض منسوبها المائي بنسبة تزيد عن 90% خلال موسم الجفاف.

في اليوم العالمي للأنهار، ندعوكم إلى التأمل في واقع المسطحات المائية التي تحيط بكم: أما زالت تنبض بالحياة كما عهدت؟ وكيف يمكننا معًا حماية هذه الشرايين التي تمدّ عالمنا الطبيعي بالحياة؟

تم إدراج هذه الصورة الفائزة بجائزة في فئة "الحلول" ضمن مسابقة التصوير الفوتوغرافي لمؤتمر الأطراف COP28 وهي تعاون بين "ذا كلايمت ترايب" وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي (HIPA). وقد تعاونت "ذا كلايمت ترايب" مع HIPA مستغلة قوة التصوير الفوتوغرافي لرفع مستوى الوعي العالمي حول الاستدامة وتعزيز العمل المناخي.