The Climate Tribe Logo

نعمة من السماء

١٢ أكتوبر ٢٠٢٥٢ دقيقة للقراءة
نعمة من السماء
رجل يجدّف قاربه بين سربٍ من الطيور المهاجرة في دلهي، الهند.
اسم المصور: سوديب ماييتي
المكان: الهندرجل يجدّف قاربه بين سربٍ من الطيور المهاجرة في دلهي، الهند. اسم المصور: سوديب ماييتي المكان: الهند

على مدى ملايين السنين، خاضت الطيور رحلات هجرة عبر أجواء كوكبنا بدقة مذهلة، متنقلة ليلاً ونهاراً بين القارات بحثاً عن الغذاء ومناطق التكاثر. حتى أصغر الطيور حجمًا ليست معفاة من هذه الرحلة الشاقة. فطائر الطنان الكاليوبي، الذي لا يتجاوز وزنه غرامين إلى ثلاث غرامات، يقطع مسافة قد تصل إلى 9000 كيلومتر بين مواطن تكاثره في غرب أمريكا الشمالية وموائله الشتوية في أمريكا الوسطى.

الهجرة بحدّ ذاتها ظاهرة طبيعية مبهرة ومشهد بديع يجمع بين روعة الطبيعة وغموضها. فالطيور تستند إلى برمجة جينية موروثة، وتستشعر المجال المغناطيسي للأرض، وتسترشد بمواقع الشمس والنجوم لتسلك مسارات هجرة راسخة منذ آلاف السنين نحو أراضي الأسلاف. كما يتم الاستعداد لهذه الرحلة بعناية فائقة، حيث تختزن الطيور كميات كبيرة من الدهون لتأمين الطاقة اللازمة لرحلات قد تمتد لأشهر، بل وتتوافق توقيتات هجرتها لتطير في أسراب. ففي الهند مثلًا، يهاجر سنويًا أكثر من 1,349 نوعًا من الطيور، قادمة من آسيا الوسطى وأوروبا وسيبيريا، مستخدمة ممرات جوية رئيسية قد يصل طولها إلى امتداد سلسلة جبال الهيمالايا.

إلا أن أعداد الطيور المهاجرة على مستوى العالم تشهد انخفاضاً حاداً، بسبب تدمير الموائل الطبيعية، وأنشطة الصيد، والتلوث الضوئي، وتغير المناخ، بالإضافة إلى الأمراض التي تصيب الطيور. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 58% من المناطق الرئيسية للتنوع البيولوجي الضرورية لبقاء الأنواع المهاجرة، تواجه تهديدات حقيقية بسبب الأنشطة البشرية. على سبيل المثال، أصبحت الجماعة الغربية من طيور الكركي السيبيري منقرضة وظيفياً نتيجة الصيد الجائر وتدهور موائلها. وكان آخر أفرادها، وهو طائر ذكر سُمي "أميد" (ويعني الأمل بالفارسية)، قد اعتاد القيام منفرداً برحلة الهجرة الشتوية لمسافة 5000 كيلومتر على مدى 15 عاماً، قبل أن يُسجّل اختفاؤه في عام 2023.

في اليوم العالمي للطيور المهاجرة، ندعوكم إلى التوقف برهة والتأمل في أنواع الطيور التي تحلّق فوق المناطق المحيطة بكم، هل من بينها طيور مهاجرة تستعد لرحلة موسمية كبرى؟ وهل ما زالت تجد الظروف التي تتيح لها إتمام هجرتها كما اعتادت عبر العصور؟

وقد تم إدراج هذه الصورة الفائزة بجائزة في فئة "الكوكب" ضمن مسابقة التصوير الفوتوغرافي لمؤتمر الأطراف COP28 وهي تعاون بين "ذا كلايمت ترايب" وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي (HIPA). وقد تعاونت "ذا كلايمت ترايب" مع HIPA مستغلة قوة التصوير الفوتوغرافي لرفع مستوى الوعي العالمي حول الاستدامة وتعزيز العمل المناخي.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
مصور فوتوغرافيسوديب ماييتي
موقعالهند
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط